التعددية الابداعية فى اعمال جمال بكرى 12 من 16
مشروع مبني نقابة المهندسين بالاسكندرية، به معالجة مستحدثة اخري لمبدأ ” الصرامة والسكون الخارجي في مقابل الحرارة والحيوية الداخلية” وكن في صورة اكثر تطرفاً ممثلة في واجهة خالية من اية تفاصيل الا من التصدع المميز عرضيا ( والذي يشكل تناول اخر لتطبيق ” الظل والضوء” تشكيليا ) في مقابل ” الحوش” الداخلي الذي يحتوي كافة الانشطة الحيوية. وهكذا يمثل هذا المشروع تطبيق لنفس المبادئ التراثية المبينة في المشاريع السالفة مع اختلاف الاسلوب والتناول رغم انتمائهم جميعاً لنفس الفترة الزمنية. مما يمثل جانب اخر مثير من هذه الشخصية المعمارية، وهي القدرة علي التجديد والتجويد في صورة حقيقية للتحدي الايجابي المستمر للآخر وللذات.
رغماً عما تلتقطه حواسه في دوام من اشارات حرة الاشكال، يسعي العقل دءوباً علي تجريد الاشكال وتنميطها لتتخذ اشكالاً مغايرة في كل عصر وكل حضارة.
بل ويبتكر الآلات والاجهزة التي تساعده علي ذلك، فنراه في الهندسة قد ابتكر الفرجار والمسطرة، وتنوعت علي ذلك الالحان العربيه الغنية، وما هي الا تجريدات لحركات الكون وافلاكه.
مشروع مجمع الوزارات بمدينة السادات يمثل كذلك احد الملامح المميزة لهذا البعد التراثي، حيث اعتمد هذه المرة علي استلهام النسب والمفردات من العمارة المصرية الفرعونية، فتلاقت بذلك ” الخطوط الصارمة والقوية” المميزة للعمارة الفرعونية مع الوظيفة المطلوب احتوائها كمؤسسات الدولة. كما ظهر ايضاً استخدام الافنيه الداخلية حيث تتابعت مع كتلة المبني وساعدت علي التوظيف الامثل الفراغات في لمحة تراثية مميزة وهي الاعتماد علي ” الفناء” كمحدد رئيسي في التوزيع، وهي ذات القيمة التراثية التي ظهرت جلية في مشاريع اخري منها مشروع مساكن رامو .