مفكرة تصويرية 2 من 2
وكان اختيار اداة التصوير الفوتوغرافي ضمن النهج الفكري لشخصية جمال بكري المعمارية، توظيف امكانيات وتقنيات العصر لخدمة رؤيته وفلسفته.
ولكن مصر لم تكن وحدها لتروي تعطشه الي المعرفة، فبمجرد المرور عبر مفكرته التصويرية، سنجد انها تحولت الي جواز سفر دبلوماسي وليس كراسة رسم معماريه. فقد امتلأت بالصور واللحظات التي توقف عندها الزمن ولم يتوقف معها جمال بكري. امتدت جغرافيا ًمن اوربا الي اسيا الي امريكا، بين ثقافة الموروث وثورة العصر. ففي اليابان، مثل ايطاليا، نجد العمارة التاريخية في جدال مع عمارة الحداثة والمعاصرة، وفي الولايات المتحدة رصد هيمنه ناطحات السحاب، في نفس الوقت يري فرانك لويد رايت، هذا المعماري الذي عاش ذات التجربة في بدايات القرن، خلال رحلاته الاستكشافية، يرسم اعمال المعماريين الذين سبقوه، فالتاريخ يعيد نفسه بين بكري ورايت.
ان ما قدمناه في هذه الصفحات ليس إلا مجرد ومضة بين إنطباعات جمال بكري المختلفة عن تراث وثقافات مجموعة من شعوب العالم، نافذة صغيرة تطل علي الكون من خلال عدسته هو، تمثل موقفه من العمارة والفن والحياة.