حوار مع جمال بكرى 2 من 8

حوار مع جمال بكرى 2 من 8

حوار مع جمال بكرى 2 من 8
حوار مع جمال بكرى 2 من 8

يجب ان نلاحظ ان اللحن الجمالي اساساً له مدلول ثقافي. ودائماً اضرب المثل: لو قاموا بعزف معزوفة لبيتهوفن في ميت ابو غالب لن يحس بها احد، ولو غني عدوية في برلين لن يحس به احد. لذلك لابد لللحن الجمالي ان يكون له مدلول ثقافي. عندما تصبح الوظيفة والمنشأ لا تمثلان المعماري اي اشكال يبدأ في ان يكون مهندس معماري يحس باللحن الفراغي. كما يجب ان تكون الكتلة مقلوبة الفراغ وليس العكس، فلا يتم تجميل وزخرفة المبني بعد ملء الفراغات هذا ما اسميه بعملية تجميلية ولا اقبلها ولم اقم بها في حياتي ابداً.

ان الكتلة مقلوب الفراغ واللحن الفراغي هو الذي يعمل الكتلة. فإن المعماري يبدأ اساساً كرسام ويتحول الي نحات يحس بالثلاثة ابعاد ومن ثم يصبح معمارياً يحس بالتشكيل الفراغي. هنا هو اساس اهتمامه بالحياة.

الموضوع الثاني يخص العمارة والعمران فهي مرآة لواقع المجتمع الانساني باجتماعياته واقتصادياته وعقائده وتقاليده ومفاهيمه.

بمقدورك ان تفك شفرة اي مبني لتعرف كيف كان هؤلاء الناس يعيشون وماذا كانوا يحبون وما هي عقائدهم وتقاليدهم، كل هذه الاشياء ممثلة في اي عمارة في العهد الفرعوني والاسلامي والعصر الحديث، في الحضارة الصينية الي اي حضارة في العالم مثل الحضارة الرومانية فهي جميعاً تعبر عن مجتمع بمفاهيمه وقيمه وعاداته واحتياجاته واقتصادياته وامكانياته.

* كيف تري دورك كمعماري اجتماعياً؟ – اساساً لو اننا قبلنا هذا المفهوم وهذا الدور للعمارة وادركناه نجد ان المعماري ما لم يكن شمولي الثقافة لن يقدر ابداً ان ينتج العمارة محال ان يعبر عنها .

m2pack.biz