حوار مع جمال بكرى 3 من 8
لو لم يكن لديه إلمام بفن الناس وقيمهم وعاداتهم ومسئولياتهم وامكانياتهم وواقعهم وجوهم وكل هذا ودارسه وفهم الجانب العلمي او الجانب الفني التعبيري الذي يعبر من خلاله الانسان عن نفسه وعن المجتمع لذلك يجب ان يكون لديه الالمام والثقافة العالمية.
كان المهندس/ علي لبيب جبر المعماري يقول دائماً” الذي يأخذ عمله بشكل جدي لمدة 15 عاماً يصبح بعدها مهندساً معمارياًً”. وهذا هو الواقع، ما قبل ذلك يكون اكثرنا موهبة مقلدا جيدا، مقلدا للاتجاهات الجيدة، كما نتعلم الكلام والسير، فما بالك بالتصميم الذي يبني علي المفاضلة بين ملايين العناصر بها بلايين الاحتمالات لاختيار خط، ما هو الذي يحكمه لاختيار هذا الخط او ذاك ما لم يكن لديه ثقافة كبيرة جداً وقدة وتجربة واشياء اخري كثيرة.
* ولكن كلامك قد يوحي بأن دور المعماري كفنان اجتماعي؟ – كما قال شوبنهاور: “ان العلم يتطلب الموهبة والفن يتطلب العبقرية”، ما هو الفرق بين الاثنين؟ من هو الموهوب ومن هو العبقري؟
الموهوب هو الانسان الذي يدرك تماماً ما هو فاعل ولكن لديه اصالة ولديه المعية. اما العبقري هو الذي يأتيه الإلهام من داخله ولا يعلم لماذا، اي ان باب اللاشعور مفتوح ويسمح بالاستفادة من المناطق المتكلسة في اللاشعور. فإن الانسان عبارة عن تكلسات طبقات حضارية من تراكم احداث من بداية الكون الي وقت ولادته، كل هذا متواجد في جهازه العصبي ووجدانه، فكيف يستفيد منه؟ هناك من هم عائشون في فراغ تاريخي وهناك من هم متيقظون لكل ما في داخلهم ولديهم القدرة علي اخراجه. عندما كان يسأل احمد شوقي عن معني احد الابيات شعره كان يقوم” لا ادري كيف، هكذا خرج”