خواطر إدارية (3-2)
هناك من يذهب إلى أن الإدارة قد بدأت فى الصين، إذ أن الصينيين هم أول من إشترط إختبارات معينة بالنسبة للمرشحين للدخول فى الوظائف الحكومية حتى يتم تعيينهم، أى أنهم أول من أخذ بنظام الجدارة للتعيين فى الوظائف العامة وهناك من يذهب إلى أن مصر القديمة قد بلغت درجة كبيرة من التقدم فى التنظيم والكفاءة. وكذلك يوجد من يذهب إلى أن الإغريق كانت لهم إدارة متقدمة. وهناك أيضا من يذهب إلى أن الرومان طبقوا العديد من مبادئ الإدارة فى تنظيم وإدارة الجيوش والإدارات المدنية المختلفة المنتشرة فى كافة أرجاء إمبراطوريتهم الواسعة، وقد عُرفَ الجهاز الإدارى للدولة الرومانية بأنه أضخم جهاز إدارى بيروقراطى فى التاريخ. وفى سياق هذه اللمحة التاريخية الموجزة وكمثال تاريخى بارز للإدارة، هو مثال الإدارة فى مصر القديمة.
لقد أقام المصريون القدماء نظاماً للإدارة تميز بالخصائص التالية:
أولاً: إعتماد التخطيط
لقد إعتمد المصريون خلال العصر الفرعونى التخطيط لتقدير محاصيل الغلال الزراعية سنوياً، وقاموا بإنشاء المقاييس لقياس منسوب المياه ومقدار الفيضان فى كل عام، واستطاعوا التوصل إلى توقع هل سيكون العام عام إزدهار أم عام نقص فى المحصول؟
ثانياً: استخدام الإحصاء
استخدم المصريون القدماء الإحصاء لمعرفة عدد السكان، وتقدير الثروات بكافة تقدير الضريبة على الدخل.
ثالثاً: تطبيق نظام متطور للوظيفة العامة:
راعى المصريون القدماء الكفاءة الإدارية فى إختيار الوظفين، وطبقوا نظام تدريب الموظفين على أعمالهم.
رابعا: التميز ببعض الخصائص الحديثة:
لقد تميز الجهاز الإدارى فى العصر الفرعونى ببعض الخصائص التى يتميز بها الجهاز الإدارى للدول الحديثة، مثل تضمنه لإدارات متنوعة ومتعددة حسب المهام الموكولة إليها، ومثل تضمنه نظاما للسجلات والوثائق وكتابة التقارير ونظاما للأجور والرواتب.