الطحالب مصدر علفى متجدد ومستدام فى المستقبل القريب (1-4)

الطحالب عالم من النبات يمثل مملكة تقوم كائناتها على هذا الكوكب جنبا إلى جنب مع مملكة النبات التي تقوم عليها الآن حياة الحيوانات بكافة أشكالها على سطح اليابسة من كوكبنا. وحتى الآن أو لى الأكثر حتى منتصف القرن الماضي لم يكن للإنسان معرفة ولا دراية عملية واقعية عما يمكن أن تقدمه لنا هذه المملكة من غذاء متجدد لا ينضب معينه.
وإمكانيات الرؤية الواضحة الآن عن مساهمة هذا العالم الحي في تقديم الغذاء للإنسان أو العلف لحيواناته إمكانيات مبشرة يمكن أن توازى كمية الغذاء المنتجة حاليا من المملكة النباتية المعروفة حاليا عدة أضعاف.
ونتناول فى مقالنا هذا باختصار لناحيتين من نواحى إمكانية الاستفادة من هذه الطحالب.
الطحالب البحرية أو ما يعرف بالأعشاب البحرية:
والطحالب البحرية تعد المزرعة النباتية فى مياه البحار والمحيطات وهى على أقل تقدير تعادل الغطاء النباتى على اليابسة بأعشابه وأشجاره وشجيراته وغاباته ومحاصيله ثلاثة أضعاف على أساس أفقى حيث تمثل مسطحات المياه ثلاثة أضعاف مسطحات اليابسة فإذا أخذنا فى الاعتبار أن سطح اليابسة طبقة واحدة ملاصقة للأرض (للتربة) حيث أننا لا نزرع باتات معلقة فى الهواء فى الحيز الهوائي فوق سطح التربة فى حين أن أعشاب البحر ونباتاته تنبت وتعيش فى الأعماق المختلفة للماء من قاع المحيطات والبحار إلى سطحها بمسافة تصل إلى عدة كيلو مترات مما يضاعف من كمية النباتات والأعشاب البحرية إلى أكثر من عشرين ضعفا عن نباتات اليابسة.
فى عام 1994م بلغت كمية الأعشاب البحرية المتحصل عليها من البحار والمحيطات والمستخدمة لأغراض غذائية أو صناعية على مستوى العالم حوالى 6 مليون طن وزادت هذه الكمية السنوية عام بعد عام حتى بلغت 12مليون طن ام 2004 وبلغ هذا الإنتاج فى 2006 (17.5مليون طن) مما يدل على الزيادة المضطردة فى مدى الاستفادة من هذا المخزون الهائل.