أسماك التروتة
سمك التروتة قريب الصلة بسمك السالمون والسمك الأبيض وسمك الشار، وموطنه الأصلي المياه الباردة من نصف الكرة الشمالي ومن هذه المناطق أدخل للمياه الباردة في كل أنحاء العالم.
تمضي معظم أنواع التروتة عمرها كله في جداول وبحيرات المياه العذبة. وتهاجر بعض الأنواع إلى البحار لتتغذى وتنمو ثم تعود إلى المياه العذبة مرة أخرى لتضع بيضها. ولسمك التروتة قيمة كبرى كسمك يصطاد في مباريات صيد الأسماك وكذلك كسمك يصطاد للغذاء.
أنواع التروتة
تتميز كل أنواع التروتة بأسنان قوية وبجسم انسيابي تنمو عليه حراشيف صغيرة. ويتميز سمك التروتة الأصلي بوجود زعنفة لحمية صغيرة تعرف بالزعنفة الدهنية بالقرب من الزعنفة الذيلية.
وتوجد ثلاثة أنواع من سمك التروتة الأصلية:
التروتة البُنّية والتروتة القزحية والتروتة المذبوحة.
والموطن الأصلي للتروتة البُنّية أو التروتة النهرية هو قارة أوروبا والجزء الغربي من قارة آسيا حيث توجد بأنواع مختلفة.
يُعرفُ النوع الساحلي منها بالتروتة البحرية أو تروتة السالمون بينما يعرف النوع الذي يوجد في المياه الساكنة بتروتة البحيرات.
وأدخلت التروتة البُنيّة للعديد من المناطق، وهي ذات بقع بنية داكنة أو سوداء محاطة بهالات باهتة.
الموطن الأصلي للتروتة القزحية والتروتة المذبوحة هو السواحل الشمالية الغربية من المحيط الهادئ في قارة أمريكا الشمالية.
تتشابه التروتة القزحية والتروتة البُنيّة ولكن القزحية لديها شريط عريض محمر اللون بطول جانبيها تحيط به حراشف خضراء لماعة مما يكسبها لونًا كلون قوس قزح، ومثلها مثل التروتة البُنيّة منها نوع ساحلي ونوع نهري. يتغذى النوع الساحلي وينمو في المياه الساحلية ويُسمى الأمريكى الفولاذي الرأس ويدعى النوع الجبلي النهري التروتة القزحية الأمريكية. وقد تم إدخال التروتة القزحية إلى أقطار أخرى، خاصة في قارة أوروبا، ويمكنها العيش في مياه ذات درجة حرارة أعلى من التي تتحملها التروتة.
وكل تلك المميزات تجعل من سمك التروتة القزحية سمكًا نموذجيًا للتربية في مزارع الأسماك التي قد تهرب منها للبرية.
تُعْتَبَرُ التروتة المذبوحة من الأنواع غير المهاجرة، ولقد نشأ اسمها من زَوْرِها الأحمر اللامع. تدخل أحيانًا إلى مزارع الأسماك الأوروبية، ويمكن أن تكَوِّن هجينًا بتزاوجها مع نوع التروتة القزحية.
يوجد نوعان آخران من السمك في قارة أمريكا الشمالية، همـا تروتة الجدول وتروتة البحيرة وكلتاهما ليستا من أنواع التروتة ولكنهما شديدًا القرابة بأسماك الشار الأوروبية أو القطبية حيث تعيش هذه الأسماك وسمك الشار الأوروبي أو القطبي في المياه الباردة.
وتعيش تروتة الجدول في الأنهار شرقي قارة أمريكا الشمالية بطول ساحل المحيط الأطلسي الشمالي.
ومن هنالك تم إدخالها إلى الأنهار الباردة في العديد من مناطق القارة الأوروبية وتروتة البحيرة أدخلت في كثير من بحيرات جبال الألب في سويسرا.
وفي القارة الأوروبية تم تهجين تروتة الجدول والتروتة البُنيّة الوطنية مع التروتة القزحية المستجلبة للقارة الأوروبية، والهجين الذي نشأ من ذلك كان مخططًا وبالتالي سُمِّى تروتة النمر أو تروتة حمار الوحش. تعتبر تروتة البحيرة أكبر الأنواع حجمًا، وتعيش في البحيرات الموجودة بطول الحدود المشتركة بين الولايات المتحدة وكندا وكذلك في المناطق الواقعة جنوبي خليج هدسون في كندا.
ويوجد سمك الشار الأوروبي أو القطبي في المناطق الساحلية للبحار القطبية الشمالية وشبكات الأنهار المجاورة لتلك البحار. كما يعيش في المياه الباردة للبحيرات الصافية في بريطانيا وأيرلندا والدول الإسكندنافية والأجزاء الشمالية مما كان يعرف سابقا بالاتحاد السوفييتي.
حياة التروتة
تضع معظم أنواع التروتة بيضها في النهيرات، ولكن بعضها يضع البيض في البحيرات ذات القاع المحتوي على الحصى، وذات المياه المتدفقة، ويتم ذلك في الربيع أو الخريف حسب النوع.
يعتبر سلوك وضع البيض عند التروتة القزحية نموذجًا لوضع البيض في كل الأنواع، فهي تتحرك في أوائل الربيع نحو أعالي الأنهار للتمكن من وضع بيضها، حيث تختار الأنثى الموقع المناسب، وهو عادة مكان ضحل به كثير من الحصى عند بداية امتداد المياه المتلاطمة.
وهناك ترقد الأنثى على جانبها وتضرب بذيلها لأعلى وأسفل حافرة عُشًا ضحلاً بين الحصى يُسمَّى العش الحصوي تستلقي عليه الأنثى بعد تجهيزه، ويبدأ الذكر بمغازلتها. وذلك بهز جسمه عند السباحة إلى جانبها. عندما تحين لحظات وضع البيض تتحرك الأنثى إلى قاع العش الحصوي حيث تضغط بطنها علي الحصى، بينما يبقى الذكر قريبًا جدًا منها. وفي نفس الوقت الذي تضع فيه الأنثى البيض يقذف الذكر بسائله المنوي حيث يتم تخصيب البيض. ثم تغطي الأنثى البيض المخَصَّبْ بالحصى. ويفقس البيض في حوالي شهرين حيث تخرج الصغار عبر الحصى إلى الماء.
وتقتات صغار التروتة أساسًا اللافقاريات (الحيوانات عديمة العمود الفقري) بما في ذلك الحشرات، بينما تتغذى التروتة البالغة بالأسماك الأخرى وعلى جراد البحر، كما أنها قد تلتهم الطيور الصغيرة والسحالي والحيوانات الأخرى التي قد تسقط في الماء. يتفاوت عمر التروتة من نوع إلى آخر، فبينما تعيش التروتة القزحية حتى 11 عامًا كحد أقصى، تُعَمِّرُ تروتة البحيرة 25 عامًا كحد أدنى.
صيد سمك التروتة
تعتبر كل أنواع التروتة ذات قيمة عالية جداً في رياضة صيد الأسماك وخاصة التروتة القزحية والتروتة المذبوحة وذلك لمقاومتها الشرسة وقفزاتها المذهلة عندما تتعلق بالصنارة. وتعتبر تروتة الجدول أيضًا من الأسماك المقاومة بشدة عند تعلقها بالسنارة، ولذلك فهي أيضًا من الأسماك المفضلة لدى المتحمسين لرياضة صيد الأسماك. ويتم صيد تروتة البحيرة بوساطة الجر وهو عبارة عن صيدها عن طريق صنارات معلقة على خيط يُجَر خلف قارب، وفي الشتاء يتم اصطيادها من المياه المتجمدة عن طريق تمرير خيط الصنارات المتين عبر الثلج إلى الماء.
تعتبر بعض أنواع سمك التروتة ذات قيمة اقتصادية عالية كطعام، وتصطاد أساطيل السمك التجارية كميات هائلة من أسماك تروتة البحيرة والتروتة الفولاذية الرأس، بينما تُرَبَى التروتة القزحية وتُبَاعُ كغذاء.