استغلال ورد النيل كعلف للحيوان ومخصبات زراعية للأراضي الصحراوية
تجارب مشجعة للاستفادة من ورد النيل
تعاني الدولة من ورد النيل حتي أصبح يعاني منها الفلاحون والصيادون بسبب إهدار كمية كبيرة من مياة النيل وإعاقتها لمراكب الصيد في المجاري المائية ومصبات البحيرات الذي يستغل مساحات واسعة دون ان يكون لها أي مردود أقتصادي. لذا قام فريق علمي من كلية العلوم بجامعة بنها وعلي رأسهم الدكتور عاصم محمود حسن أستاذ النبات بالكلية بالبحث والتجارب العملية حتي أصبح هناك حلاً يسير ولا يحتاج الي مساحات واسعة أو نفقات كبيرة ويمكن أيضا أن يكون لهذا الحل مردود أقتصادي عالي من خلال مقاومة ورد النيل والاستفادة منه.
ويقول الدكتور عاصم إن أصل ورد النيل جاء من البرازيل عن طريق مهندس ري انجليزي كان يعمل بمصر في عهد الخديوي عباس وأحضره منه كنبات زينة لجمال زهرته.
وبعد ذلك انتشر في المجاري المائية في مصر وخاصة عند البحيرات والمصب. ولكن اشتدت المشكلة وتفاقمت بعد بناء السد العالي لبطء حركة المياه في النيل.
ومن هنا فكرت في حل لهذه المشكلة. وبالدراسة وجدت أن معظم الدول التي تعاني معنا من هذه المشكلة تحاول مقاومته والاستفادة منه ولكنها تستفيد منه كنبات كامل مثل أمريكا فهي تستخدمة في تنقية مياه الصرف بعمل احواض متدرجة بها للنبات فينقي المياه ويجعلها عذبة صالحة للشرب وبعض الدول الاخري تستخدمة كعلف للحيوانات لكن رغبة في الاستفادة من كل جزء في النبات.
وعن كيفية الاستفادة من كل جزء من هذا النبات يشرح الدكتور عاصم فكرته بأنه بعد تشريح النبات وجد انه يمكن الاستفادة من كل جزء منه فكل جزء يختلف اختلافاً جذرياً في تركيبه ومن هنا توصلت الي فكرة المشروع فكي تتم والاستفادة من النبات يجب تجزئته وكل جزء يستخدم في المكان الأمثل له فالنبات يتكون من ساق صغيره قزمية بصليه وهي مغمورة بالماء وتغطيها الاوراق وتنقسم الورقة الا جزءين النصل وهو يشبه البرسيم في تركيبه ويصلح كعلف للحيوان وخاصة الارانب، ونسبة البروتين فيه تصل الي 16% ولايحتوي علي أي املاح وقد جربنا تغذية الأرانب به وجاءت النتائج مبهرة، وجربنا ايضاً تجفيفه عن طريق احد مصانع العلف حيث يجفف نصل الاوراق ويضاف بدلا من المكون البروتيني في العلف أما عنق الاوراق فهي اما مكورة او اسطوانية وهي عبارة عن كتلة ليفيه لا يوجد بها أي تركيب آخر، والاستفادة المثلي منها هي عمل فحم نباتي مسامي التركيب وعملية تصنيع هذا الفحم بسيطة للغاية وتتم بتجميع الاوراق وتغليفها بورق الالومنيوم لمنع وصول الاكسوجين اليها ويتم تسخينها في الفرن لمدة 3 ساعات، كما يمكن الاستفادة منه كمسحوق لحماية الفاكهة من الجفاف عند التصدير، وتحضيره بسيط جداً عن طريق تجفيف الاوراق وطحنها.
وعن استخدام ورد النيل في صناعة الورق والكرتون يوضح الدكتور عاصم ان استخدامه في هذا المجال لم يعط نتائج جيدة لقصر أليافه، ولكن نجحنا في انتاج الواح شبه فلينية لاستخدامه كعازل للصوت في استوديوهات التسجيل.
وبالنسبة للساق فيصفه بأنه ساق تشبه رأس الخس وتقبل عليه الحيوانات ويدخل في الاعلاف، يخرج من الساق مدادات في كل اتجاه هذه المدادات تتكون عليها سوق صغيرة ومنها ينبت النباتات الجديدة من ورد النيل وهذه المدادات ثبت انها تصلح كعلف.
والجزء الأخير هو الجذور وهي غزيرة ممتده وطويلة وريشية الشكل، ويكون كتلة ضخمة لا يمكن الاستفادة منها كعلف ولكنها تحتوي علي نسبة عالية جداً من الاملاح الثقيلة ويمكن استخدامها في تنقية مياه الصرف الصحي والزراعي كما يحدث في امريكا ويمكننا ايضا الاستفادة من هذه الجذور بتجفيفها هوائياً وطحنها واستخدامها كتربة صناعية (البينموس)، وقد نجحنا في زراعة نباتات زهرية كثيرة عليها ويمكننا استخدام النبات ايضا كمخصبات زراعية لاستصلاح الاراضي الصحراوية لان هذه الاراضي تفتقد للاملاح والمواد العضوية يعمل كمبوست من النبات كامل بدون الجذور يوضعه في مكامير لانتاج الكمبوست (لكنه أقل كفاءة).
ويؤكد الدكتور عاصم ان نبات ورد النيل يحتوي علي املاح ثقيلة وهذه الاملاح تحتوي علي كمية كبيره من عنصر (الفانديوم) وهو من العناصر المهمة في صناعة الصلب وقد طلبت اكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا اثناء اجراء التجارب بتزويد مصانع الصلب برماد ورد النيل لاستخلاصهذا العنصر.
وإذا كان هذا رأي المتخصصين في ورد النيل بأنه ثروة قومية يجب استغلالها فلماذا لم نستفد منه حتي الآن، وخاصة أن هذه الابحاث كانت في التسعينيات من القرن الماضي ولم يلتفت اليها المسئولون في وزارات الري والزراعة والبيئة. فهل ستظل جبيسة الادراج. ويظل ورد النيل متهما؟!