مدينة نيالا
نيالا إحدى المدن السودانية الواقعة في الجهة الغربية من السودان، ترتفع عن مستوى سطح البحر حوالي ستمئة وثلاثة وسبعين متراً، على بعد تسعمئة كيلومتر من العاصمة الخرطوم إلى الجنوب من جبل يعرف باسم مرّة، وتتألف من مجموعة من الطرق المتقاطعة من الجهات الأربع، وتعتبر المركز الرئيسي لتصنيع مادّة الصمغ العربي، وغالبية سكانها من قبائل دارفور والبقارة، وتشكل العاصمة الرسمية للولاية الجنوبية لدارفور.
التسمية
تلفظ بكسر حرف النون، بحسب ما يلفظها سكانها، وتعني بلغة الداجو المسرح أو مكان الأنس، وهذا يشير إلى إقامة مسارح كبيرة فيها، حيث أقيمت على أرضها الألعاب الموسمية المختلفة كالمصارعة والرقص، إضافةً لقرع الطبول، وهذه هي الأنشطة الفلكلورية الأساسية فيها والشعبية المنتشرة منذ وقتٍ طويل، علماً بأنّ بعض السكان يحبّون أن يسمّوها بنيالا البحير.
التاريخ
ظهرت بشكلٍ بارز في القرن الخامس عشر للميلاد، حيث اتُّخذت مقراً رئيساً للحكم في مملكة الداجو التي أسست في جبل أم كردوس الواقع في الجهة الغربية من السودان، وانتهى هذا الحكم فيها مع أواخر القرن ذاته، وكان من أبرز حكامها خلال تلك الفترة السلطان فاروق كاسي، وقد عرفت كمدينة في العام 1929م في نهاية الحكم الثنائي، وتشكّل فيها مركز إداري تابع لمجلس قروي أو ريفي في الجهة الغربية من قبائل البقارة، وكان ذلك بعد سقوط سلطنة الفور في العام 1917م، بحيث خضعت آنذاك للحكم البريطاني.
تقول بعض الروايات أنّ القائد الأعلى للقوات البريطانية التقى بسلطان يدعى سليمان آدم؛ حيث أخذ رأيه في الأمور المتعلّقة بأفضل مكان موجود في دار فور من ناحية توفّر المياه فيه، وتنوّع التضاريس؛ من أجل إقامة مقر للحكم البريطاني، ووقع اختيار السلطان على نيالا كأفضل موقع؛ لتوفّر تلك المقومات فيها، ووافق البريطانيون على اقتراحه فأصبحت عاصمة إقليمية لهم.
طبوغرافية المدينة
تقع في الجزء الشمالي من ولاية دارفور الجنوبية، وتتمتع بتضاريس متنوّعة تتمثل في الأراضي الصخرية، المغطاة بمجموعة من الطبقات المكسوّة بالتربة الطينية وكذلك الرملية، وفي الجزء الشمالي الغربي منها يقع جبل مرّة، الذي تنحدر منه مجموعة من الأودية نحو الجهة الجنوبية؛ حتى تصبّ في بحر العرب، من أهمّها وادي برلي الذي تتجمّع فيه الأمطار الموسمية، تحديداً الهاطلة على قمم المرتفعات، ويعتمد سكانها على مجموعة من الأنشطة الاقتصادية، المتمثلة في الزراعة وتجارة المواشي، وصناعة العديد من المواد الغذائية والصمغ والكركدي والفول السوداني، وكذلك المنتجات الجلدية المختلفة.