لماذا جزيرة مقرسم
السّبب الكامن وراء اختيار جزيرة مقرسم النائية لتحويلها إلى جزيرة سياحيّة ضخمة، هو بعدها عن صخب المدن وضجّة حياتها، وتفرّدها بإمكانيّات طبيعيّة، وموقع متميّز من سواحل البحر الأحمر، خاصّةً أنّها تقع في قلب منطقة الغطس الخالية من التلوّث، مما يوفّر لمحبّي الغطس بيئة آمنة وصافية وهادئة للتمتّع بمناظر الشعب المرجانيّة تحت المياه الرقراقة، بالإضافة إلى مناخها الدّافئ خلال فصل الشّتاء الذي يقصده الهاربون من البرد القارس، ولقرب جزيرة مقرسم من جزر سياحيّة أخرى تقع على السّاحل السّوداني مما يزيد من فرصة قدوم السيّاح لها، ليرفع من أسهمها كموقع استثماري سياحي لا مثيل له.
وفي معرض الحديث عن جزيرة مقرسم، يجب أن نذكر الحياة عليها قبل اختيارها كقلب العالم، إذ كانت مقرسم جزيرة شبه نائية، يسكنها عدد قليل جدًّا من السكّان الذين كانوا يعتاشون على تربية المواشي وصيد الأسماك، إلى جانب وجود بئرين فقط للمياه الصالحة للشّرب، يسقيان السكّان وبهائمهم، وكل هذه الأمور جعلت من السهل تأمين السكّان بأماكن سكن أخرى غير الجزيرة، وسهولة تحويلها لجزيرة سياحيّة، إذ لو كانت مكتظّة لكان هذا أمرًا صعبًا، ولكلّف الدولة مبالغ طائلة لدفعها كتعويضات لسكّان الجزيرة.