دلائل على قوة ذاكرة الجمال
يظنّ البعض بأن ظاهرة اكتشاف قوة ذاكرة الجمال قد تعود بعد فترة بسيطة، بحسب ما أشارت إليه الدراسات والأبحاث، إلى أن تمّ اكتشاف هذه الظاهرة منذ القدم من قبل البدو، وملاحظة سلوك الجمال الذي يدلّ على هذا الموضوع، نذكر منها ما يلي:
تتّصف الجمال بقدرتها على تذكّر الطريق دون مساعدة من أحد، حتّى وإن سلكته ولو لمرّة واحدة، دون توجيه راكبها أو راعيها، وفي القدم كان راكبو الجمال ينامون على ظهرها لتسير وحدها، لعلمهم بأنّ لها ذاكرة تساعدها على السير وحدها، ومعرفة الطريق جيداً.
تستطيع الجمال التعرف على صاحبها بسهولة، وحتى بمجرد سماع صوته، دون رؤية وجهه أو ملامحه لتذكره، حيث إذا قام راعي الجمال بمناداة جماله التي ترعى مع مجموعة من الجمال، فإنها تتجه حسب صوت صاحبها، وحسب مصدر الصوت، وتجتمع حوله.
تتذكر المناطق التي تشرب منها، والخاصة بها، حيث تتوجه إلى ينابيع المياه والآبار التي تعتاد على الشرب منها، دون أن تخلط بينها وبين المناطق الأخرى، إذ كان العرب يتّخذ الجمال كوسيلة لإيصاله إلى أماكن الشرب.
يمكن للجمال تذكر المنطقة التي ولدت وترعرت فيها، حتى بعد مضي عدّة سنوات على ذلك، وغالباً ما يتم فصل صغير الجمل عن أمه، وإبعاده لمنطقة أخرى؛ بهدف التجارة وبيعه، ولكن سرعان ما يلوذ الجمل بالفرار للبحث عن أمه، والتوجه إلى المنطقة التي ولد فيها، وكذلك الحال بالنسبة لأمه، وفي حالة ضياع الجمل عن أمه، فإنّهما يتجهان للمنطقة التي ولد فيها؛ ليلتقيا معاً.
أنثى الجمل لاتدر الحليب إلّا لصغيرها فقط، حيث يستعين رعاة الجمال بهذه الميزة عند الحلب، بحيث يقربون صغيرها من أمه للحصول على أكبر كمية من الحليب.