بين المسيري وبهاء الأمير …
طالعت صفحات من كتاب (الوحي ونقيضه ) للدكتور بهاء الأمير وهو متخصص في الحركات السرية لكنه ممن يتبنون مدرسة تهويد المؤامرة ..
وفي الكتاب نقد لمدرسة المسيري صاحب موسوعة اليهود والبروتوكولات واليهودية والصهيونية ..ألخ .. والذي ينتهج منهج رفض المؤامرة اليهودية وان الدولة اليهودية جيب غربي في قلب الأمة .. والخلاصة ان المسيري يرى الأمور من جهة قومية لا عقائدية فالصراع صراع استعماري والأمير يرى الصراع صراع عقائدي وتنحية العقيدة من فحوى الصراع هو جزء من المؤامرة ..
وهو محق بلاشك في هذا .. وقد لاحظت أن المسيري ممن ينتقدون كتاب البروتوكولات ليس من باب نسبتها لليهود فحسب بل من باب حقيقة مخططاتها
وأن الأفكار التي تدور في البروتوكولات نابعة من وحي مخطط شيطاني ..
فالحرية والمساواة والإخاء عند المسيري هي مبادئ إنسانية لا علاقة لها بالمؤامرة ..
وهذا خطا وقع فيه لأنه صاحب توجه قومي عالماني ..
وحينما احتج بكلام له ههنا بخصوص تهويد المؤامرة فهو من جهة أن اليهود ليسوا سادة العالم ومفسديه ومثيري الفتن فيه وجلاديه كما يشاع ويشيعون هم عن أنفسهم .. بل هم جزء من المؤامرة .. عميل لجهة أعلى .. والكل متفق على عداوة الإسلام وأهله ..
وهذا لا يعني تنحية الصراع الأيدولوجي من الموضوع ..
وهكذا تجد بهاء الأمير .. والمسيري على طرفي نقيض وكلاهما محق من جهة ومخطيء من جهة أخرى ..
وكما أن المسيري يدافع عن مبادئ ماسونية لعله لايدري حقيقتها بسبب الفيروس العالماني فبهاء الامير المتخصص في الماسونية يدافع عن بعض من دخل في الماسونية من الإخوان المسلمين لأنهم بزعمه دخلوها دون علم بفحواها !! ..