تبيض النحاس وتلميعه
يعمل الكثيرون على تبييض النحاس وذلك بتخليص القطعة النحاسيّة من الشوائب والتفاعلات الكيميائيّة التي تعرضت لها، وزاول العديد من الناس هذه المهنة مند القدم؛ فصنعوا قوالب الفلافل، وأباريق القهوة، وأهلة الجوامع، وسخانات الماء التي تستخدم في المقاهي الشعبيّة، وكذلك فوانيس رمضان، وملاقط تنقيش الكعك.
تتمّ عملية تبييض النحاس بإحضار قطعة النحاس وإزالة المادة الخضراء التي تتكوّن على النحاس بعد استخدامه فترة من الزمن، وتكون هذه المادة ضارة جداً للإنسان لذلك لا بدّ من التخلّص منها، فقد كان الناس في القدم يستخدمون الأواني النحاسية في إعداد الطعام ممّا كان يلزم عليهم العمل على تبيض النحاس منعاً للتسمم.
وتختلف طريقة تبييض النّحاس الحديثة عن الطريقة القديمة؛ ففي الماضي كان المبيّض يعمل على إحضار القطعة النحاسيّة ووضعها في حفرةٍ موجودة في الدكّان، ويتم وضع مادة الحجر الرملي عليها، ويقوم المبيّض بفرك الآنية بقطعة من الجلد بواسطة القدمين لحين التخلّص من الأوساخ العالقة عليها، ويستغرق ذلك وقتاً وجهداً كبيرين، أمّا في وقتنا الحاضر أصبح تبييض النحاس أمراً سهلاً، وذلك باستخدام مواد مساعدة مثل: الأسيد، ورش الآنية بمادة روح الملح، وأيضاً باستخدام الرّمل وفركه بقطعٍ من القطن، مع تعريضه للنار الشديدة حتى تزول الأوساخ.
تعتبر مهنة تلميع النحاس من المهن الخطيرة وذات الصعوبة المرتفعة، لذلك لم نعد نرى العدد الكبير ممّن يرغبون بمزاولة هذه المهنة، ولم تعد لها نفس الأهميّة كما كانت في الماضي، على الرغم من أنّها ما زالت تحافظ على وجودها بقوّةٍ في بعض البلدان العربية مثل: سوريا، والعراق وغيرها، ولكن أصبحت الأواني النحاسية تستخدم كمناظر وزينة في البيوت بدل استخدامها في الطبخ.