آراء النحاة في أصل الاشتقاق
اختلف علماء البصرة والكوفة حول اشتقاق المصدر، ويُرجع البصريون أصل الاشتقاق إلى المصدر، وحجتهم في ذلك الآتي:[٦]
يدلّ المصدر على شيءٍ واحد، وهو الحدث، وبذلك فهو أصل الاشتقاق، فعلى سبيل المثال: نشتق من المصدر كتابة: كتب، ويكتب، واكتب، وكتاب، ومكتوب.
يدلّ الفعل على حدثٍ وزمن، وهو بذلك يدلّ على شيئين، ولا يمكن الاشتقاق منه، وبالتالي فإنّ الشيء الذي يدلّ على شيءٍ واحدٍ هو الأصل في كلّ شيء.
اشتقت العرب الأفعال من أسماء الأعيان، حيث اشتقوا تأبل من الإبل، وكذلك تبنى من الابن، والاسم موجود قبل الفعل.
بينما يُرجع علماء الكوفة أصل الاشتقاق إلى الفعل، وحجتهم في ذلك الآتي:[٦]
يتبع المصدر الفعل في الصحة والإعلال، ومثاله: ضرب ضرباً، وقام قياماً.
يؤكد المصدر الفعل، ومثاله قول: أكل: أكلاً، وبذلك فإنّ الفعل أقوى من المصدر.
يعمل الفعل في المصدر، وبالتالي فإنّ العامل أقوى من المعمول، ومثاله: فهمت فهماً.
يوجد العديد من الأفعال الجامدة التي ليس لها مصادر، مثل: نعم، وبئس، وليس، وحبذا.
وتجدر الإشارة إلى أنّ ابن جني كان أعلم شخص في عصره، ووضح الأمر في أمور الاشتقاق السابقة، وأنصف علماء الكوفة والبصرة من خلال ما يأتي:[٦]
يمكن اشتقاق بعض الأسماء من الأفعال، مثل قام قائم.
يتمّ اشتقاق المصدر من الجوهر، مثل حجر استحجار.
يتمّ اشتقاق بعض المصادر من الحروف، مثل هذا القول: سألتك حاجةً فلوليت لي: اشتقت من لولا، لولا، واشتقاق فلا ليت لي من لا، لا.