لمحة تاريخية عن تطور نظام التشغيل الحاسوبي:
لقد مرت أنظمة التشغيل بمراحل تطورت خلالها تطورًا كبيرًا، هذا وسنقدم لكم هنا لمحة عن أهم مراحل تطورها، وبما أن أنظمة التشغيل وثيقة الصلة بالأجهزة الحاسوبية فإننا سنتعرف على أجيال الحواسيب المتعاقبة لنتعرف على كانت تبدو أنظمة الحاسوب لديها:
الجيل الأول من الحواسيب The first generation of computers (1945 – 1955):
لقد بدأ ظهور الحواسيب خلال سنوات الأربعينات من القرن الماضي (القرن العشرين Twentieth century) حيث كانت بدائية بشكل كبير وتتألف من أعداد هائلة من الصمامات المفرغة (Electromagnetic valves) ولوحات التوصيل (Connection boards) وكانت ذات حجم يملأ غرفًا عدة ولم تكن يومها قد عرفت لغات البرمجة (programming languages) بعد ولا يوجد نظام تشغيل بعد.
الجيل الثاني من الحواسيب The second generation of computers (1955 – 1965):
لقد تغيرت صورة الحواسيب تغيرًا جذريًا مع ظهور الترانزيستور (Transistor) فأصبحت الحواسيب أصغر حجمًا وذات وثوقية أكثر وأقل أعطالًا، وأصبح هناك تمييزًا بين مصممي الحواسب (Computer designers)، و المنفذين (Executors)، والمشغلين (Operators)، والمبرمجين (Programmers)، وعمال صيانة الحواسيب (Computer maintenance workers).
وكان غلاء التجهيزات في تلك الفترة سببًا لظهور فكرة البرمجة الدفعية (Batch programming) بحيث تقوم الفكرة على تجميع كمية من الأعمال ونقلها إلى أشرطة مغناطيسية (Magnetic tapes) باستخدام حواسب رخيصة التكاليف، ومن ثمّ يتم نقلها إلى الحاسب الرئيسي لتتم معالجتها فيه ودفعة واحدة.
الجيل الثالث من الحواسيب The third generation of computers (1965 – 1980):
كانت شركات انتاج الحواسيب في نهاية عقد الستينيات تنتج نوعين اثنين من الحواسب النوع الأول: هو الحواسيب (System/360) وهي حواسيب تجارية وصغيرة الحجم نسبيًا، وكان برمجة واستخدام نوعين مختلفين من الأجهزة أمرًا غاية في الصعوبة وذلك بسبب أن معظم الشركات كانت تقوم بإنتاج حواسب صغيرة ومن ثمّ تتوسع إلى حواسب أكبر.
واستطاعت شركة (IBM) أن تقدم حلًا لهذه المعضلة وذلك من خلال تطوير أحد الأجيال الجديدة من الحواسب الذي يسمى (System/360) وكان عبارة عن سلسلة من الحواسب المتوافقة فيما بينها من ناحية البرمجة، وتتدرج من ناحية الحجم من الكبيرة والقوية إلى الحواسب الصغيرة والتجارية.
وبما أن لهذه الحواسب نفس التعليمات فإن البرامج التي تكتب يمكن أن تعمل على جميع أجهزة الحواسيب تلك، وكانت مصممة بالأساس لمعالجة العمليات العلمية إضافة إلى العمليات التجارية.
وقدمت شركة (IBM) فيما بعد سلسلة من الأجهزة المتوافقة مع الجهاز (System/360)، وكان هذا الجهاز هو الجهاز الأول الذي يستخدم دارات متكاملة (IC – Integrated electronic circuit) وكان ذلك تطورًا هائلًا عن الجيل الثاني من الحواسب التي كانت تستخدم (الترانزيستور Transistor)، وتلك الأجهزة ما تزال مستخدمة إلى الآن ولكن بنسخ أحدث وإليك فيما يلي ميزات هذا الجيل من الحواسب:
البرمجة المتعددة (Multiple Programming):
ترتيب العمليات الطرفية ووضعها في صفوف (أرتال) لتنفيذها تواليًا وهذا ما يسمى ب (Spooling).
الاستفادة من الزمن وذلك بتقسيمه لتتم خدمة عدة مجموعات من المستخدمين وبذات الوقت وبشكل تفاعلي فيما بينهم، وهذا ما يعرف يالمشاركة الزمنية (Time sharing).
الجيل الرابع من الحواسيب The fourth generation of computersالحواسب الشخصية Personal computers (1980):
بدأ عصر الحواسب الشخصية مع ظهور دارات التكامل الواسع (LSI) والتي أدت إلى انخفاض أسعار الحواسيب وأصبح بإمكان أي شخص اقتناء حاسوب شخصي، وكانت شركة () تنتج الحواسيب وتسوق نظام التشغيل (CP/M) للمستخدم الأخير، بينما قررت شركت مايكرو سوفت (Microsoft) التي يملكها بيل غيتس (Bill Gates) أن يوزع نظام التشغيل مع الحواسيب بالاتفاق مع الشركات المصنعة للحواسيب، وبالتالي أصبح نظام التشغيل (MS DOS) النظام الأشهر في العالم.
كانت أنظمة التشغيل حتى هذا الوقت تعتمد عل كتابة الأوامر على لوحة المفاتيح (keyboard) لكن الأمر تغيرت بمجر ظهور واجهة المستخدم (GUI) الرسومية، والتي صممت في البداية ضمن شركة (Xerox) على أجهزة (Xerox parc) المتقدمة والمتطورة.
لكن شركة (Apple) استوحت من ذلك النظام فكرة نظام التشغيل (Lisa) الذي لم يلق الرواج بسبب ارتفاع سعره، وأتبعته بابتكار نظام التشغيل (Macintosh) الذي يتميز بسهولة العمل ورخص سعره فحصد نجاحًا منقطع النظير.
تاثرت شركة مايكروسوفت (Microsoft) وبدأت بتطوير نظام ويندوز (Windows) ولم يكن نظام تشغيل حقيقي ولكنه كان عبارة عن طبقة رسومية فوق نظام (MS DOS)، واستمر ذلك حتى عام (1995) حيث أطلقت عليه نظام التشغيل (Windows 95)، وكان يستخدم نظام الإقلاع (DOS) في داخله.