تيلرسون بعد أسبوع بين السعودية وقطر: حل الأزمة بعيد المنال
قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إن النزاع بين السعودية وقطر قد يدوم “بعض الوقت” حيث لا يزال الجانبان يرفضان التحدث مع بعضهما البعض بشكل مباشر ولا يقتربان من حل المطالب الرئيسية التي طرحت بعد الأزمة.
بعد وصول دفعة قوات تركية جديدة إلى قطر…بن سلمان يتوصل لتفاهم عسكري مع تركيا
وعلى الرغم من مغادرة الشرق الأوسط بعد أربعة أيام من الدبلوماسية المكوكية دون إنجاز، قال تيلرسون إن تقدماً قد تحقق.
وأضاف تيلرسون مساء أمس الخميس في تصريحات لوكالة “بلومبرغ” الأمريكية وهو على متن الطائرة في طريقه إلى واشنطن “إن الطرق المحتملة للمضي قدماً فى النزاع يوازنها الجانبان”، وهناك شعور متغير بالاستعداد على الأقل للتفاهم مع بعضهم البعض بشكل مباشر، وهذا ليس هو الحال قبل مجيئي”.
وقال تيلرسون إن “القرار النهائي قد يستغرق بعض الوقت”. مضيفاً أنه “لو تمكنا من رؤية بعض النجاحات حول بعض الملفات المطروحة على الطاولة، كوننا بات لدينا خارطة طريق للمضي قدماً؛ عندها آمل أن ذلك سيطلق مسار إعادة العلاقات وتطبيعها”.
وتقول “بلومبرغ” إن تيلرسون سعى للاستفادة من خبرته السابقة كمدير تنفيذي لشركة إكسون موبيل، حيث التقى كثيراً وتفاوض مع قادة الخليج لحل الخلاف الذي اندلع الشهر الماضي عندما قطعت السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر علاقات دبلوماسية وتجارية مع قطر.
وتتهم الكتلة قطر بدعم الإرهاب والتدخل في شؤونها الداخلية والارتقاء بعلاقاتها مع منافسيها الإيرانيين وهو ما نفته قطر.
وقال تيلرسون إن بعض المطالب “أعتقد أنه يمكن معالجتها بسرعة إلى حد ما، وبعضها سيكون، على ما أعتقد، أكثر تعقيدا”.
وحسب الوكالة الأمريكية قال دبلوماسيون إن هذه الدبلوماسية قد تعقبها جولة أخرى من المفاوضات تشمل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والكتلة التي تقودها السعودية والتي وافقت على دراسة أفكار تيلرسون في مطلع الأسبوع المقبل.
وذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر نويرت للصحفيين اليوم فى واشنطن أن المشاركة المستمرة تمثل “تقدماً” فى مواجهة نزاع طويل الأجل.
وكان هناك انتصار متواضع لجهود تيلرسون هذا الأسبوع عندما وقعت الولايات المتحدة وقطر مذكرة تفاهم فى 11 يوليو تموز تحدد الخطوات التى ستتخذها الدولتان خلال الأشهر والسنوات القادمة لوقف تدفقات تمويل الإرهاب. وقالت الكتلة السعودية إن الاتفاق “غير كاف” لحل الأزمة.
وتقول “بلومبرغ” إن الأزمة أثرت على الاقتصاد القطري. وارتفعت أسعار المواد الغذائیة عند مستوى سنوي قدره 2.5 بالمئة في یونیو حزيران، وھي الأکثر منذ عام 2015، کما خفضت وکالات التصنیف من الجدارة الائتمانیة للبلد. وفي حين أن “التأثير يبدو قابلا للتحكم”، فإن النمو الاقتصادي غير النفطي من المرجح أن يتباطأ إلى أقل من 4 بالمئة هذا العام من 5.6 بالمئة في عام 2016، وفقاً لبنك أبو ظبي التجاري.
وأضافت الوكالة أنه بغض النظر عن ذلك، ساعدت جهود تيلرسون المتضافرة نحو التوصل إلى اتفاق على وضع الأسهم القطرية في مسارها لأفضل أسبوع منذ اندلاع الأزمة في 5 يونيو / حزيران.
وعكست مذكرة التفاهم مع دبلوماسية قطر ودبلوماسية تيلرسون كيف أصبحت الولايات المتحدة راسخة الآن في الوساطة، على الرغم من أن وزارة الخارجية ذكرت مرارا أن الكويت، وليس تيلرسون، تقود هذا الجهد.