الدوافع
يُقصد بالدافع القوّة التي تدفع الإنسان وتحرّكه، وهي بالتالي أساس ومنبع كل التصرفات والسلوكيات في حياة الإنسان، وهناك ثلاثة أنواع من الدوافع:
دافع البقاء: وهو الدافع الذي يُولد مع الإنسان ويكون غريزياً وفطرياً، فيقترب الشخص الذي يشعر بالبرد من النار والدفء حتى يعيش، ويبتعد عن أماكن الخطر حتى لا يصاب.
ومن القصص التي توضح هذا الدافع بشكل جيد، أنّ هناك شاباً سافر للقاء أحد الحكماء ليسأله عن سر النجاح، وقال له الحكيم أن السر يكمن في الدوافع، وعندما لم يفهم الشاب ما معنى ذلك، أحضر له الحكيم وعاءً مليئاً بالماء وطلب منه أن ينحني وينظر فيه، ثم دفع رأسه في الماء وأمسكه بقوة وإحكام، فتفاجأ الشاب في الوهلة الأولى ولم يقاوم لعدة ثوانٍ، وثم بدأ يخرج رأسه من الماء، وعندما لاحظ قوة تثبيت الحكيم له أخذ يحاول بقوة أكبر، وبعدها بدأ الشعور بالاختناق يُصيبه بالخوف وأحس بجدية الموقف، يجب أن يتنفس! دفع نفسه للأعلى بكل ذرّة عنده من القوة واستمر والحكيم يقاومه حتى نجح، وأخذ أول نفسٍ والثاني واستعاد توازنه ثمّ سأل الحكيم بغضب عمّا فعله، فأخبره الحكيم أنها كانت الطريقة الوحيدة حتى يرى الدوافع بنفسه، وفسّر له أن الدافع هو هذه القوة التي ظهرت في داخله وحثته على سحب رأسه من الماء، فعندها لم يعد أي شيء آخر مهماً، ولا شيء يستدعي التفكير والتردد، بل كان قرارً حازماً وضرورياً ولا رجعة فيه “يجب أن أتنفس”، ودافع البقاء هو من أقوى الدوافع لدى الإنسان. والإنسان الناجح لديه هذه القوة الدافعة الرهيبة في داخله تحثّه وتأخذه قسراً نحو هدف، ولا يمكن تجاهلها أو إعادة التفكير فيها.
الدافع الداخلي: وهو دافع داخل يأتي من داخل الإنسان نفسه؛ بحيث إنه يريد شيئاً بقوة شديدة إلى درجة يصبح فيها هذا الدافع مشابهاً لدافع البقاء، فلا يمكن تجاهله ولا يمكن العيش دونه، فالعظماء لم يريدوا ما أراده كنزوة أو أمنية، ولكنهم أرادوه كهدف ومعنى للحياة فأصبح هو الحياة نفسها، وعاشوا من أجله وبذلوا كل طاقتهم في سبيله.
الدافع الخارجي: وهو الدافع الأغلب عند الناس، ومصدره من العالم الخارجي من حولهم، مثل رؤساء العمل أو أحد أفراد الأسرة أو ربما كتاب أو صديق أو مجتمع معين؛ حيث إن أغلب الناس تقوم بما تقوم به بدافع من البيئة الخارجية التي حولها، فيدرس الطالب إذا دفعه زميله المجد للدراسة أو إذا دفعه أهله للدراسة، وتكمن المشكلة في الدوافع الخارجية أنها على عكس الدوافع الداخلية يُمكن أن تتلاشى بسرعة بغياب الدافع أو ابتعاده.