النوع أنثى والمهنة نجارة.. فاطمة بتلين الحديد وتشكل الخشب وجوزها ورا نجاحها
فى إحدى حوارى حى باب الشعرية فى وسط القاهرة، تستقر ورشة نجارة “عم عبد الوهاب”، وبمجرد أن تقرأ هذا الاسم المعلق على يافطة الورشة سريعاً ما يبادر ذهنك صورة “عبد الوهاب” النجار “الأسطى” يجلس بداخل الورشة يمارس أعماله، فتأخذك قدميك لتسأل عن الأسعار أولتتفق معه على غرفة نوم أو حتى صالون عمولة، لكن بمجرد أن تطل برأسك بداخل الورشة تجد مشهدا غير اعتيادى، فتاة عشرينية وسط مجموعة من الصنايعية الرجال تقودهم وتسيطر على المكان وتشارك فى العمل بنفسها فتمسك بالمطرقة لتبدأ معزوفتها وفنها الخاص فى تليين الخشب، ولا تخشى من المنشار إذا رغبت فى التشكيل والتقطيع، إنها “فاطمة الشريف” الفتاة العشرينية التى رأت فى النجارة فن فقررت أن تبدع وتحارب غلاء أسعار قطع الأثاث الجاهزة.
تحكى فاطمة عن الأحداث والظروف التى جعلتها تنخرط فى هذه المهنة وتحترف فنونها قائلة: “عشقت النجارة واعتبرتها فن وده لأنى متزوجة من نجار أباً عن جد، وكنت دائما بروح له الورشة واتفرج عليه هو وحمايا، ومع الوقت بدأت أناولهما المسامير أسنفر معاهما، لغاية ما قررت أخوض التجربة وأحصل على لقب نجارة لأنى تأكدت من أن المهنة مش محتاجة قوة عضلية لكنها محتاجة فن ترتيب الخشب وتجميع قطعه علشان نحصل على شكل معين مرغوب فيه”.
وعن المصاعب التى واجهتها تقول: “فى البداية كان حمايا رافض الفكرة بسبب تواجدى فى الورشة مع الصنايعية طوال الوقت، لكن سعيت للنقل فى مكان أوسع وأكبر علشان يكون الموضوع مفيهوش حرج، وفعلاً بدأت العمل، لكن أحياناً كانوا الصنايعية بيتجاهلو رأيى على أساس إنى ست وجديدة على المهنة، بس مع الوقت ومع إثبات وجهة نظرى وشوية خشونة علشان أقدر أسيطر عليهم اتأكدوا إن ليا فكر خاص فى النجارة.
“لكن جوزى وحماتى كانوا مصدر تشجيعى وإلهامى” وبهذه الكلمات أرادت “فاطمة” أن تنسب نجاحها إلى زوجها الذى وقف إلى جوارها ودربها على الحرفة ودعمها للنزول إلى العمل، كما أشادت بدور حماتها التى كانت تشجعها دائماً وتحاول أن تخفف عنها المواقف الصعبة التى تتعرض لها.
ويقول “محمد عبد الوهاب” زوج فاطمة الذى يعمل فى مجال النجارة: “كان لازم أما ألاقى مراتى بتحب حاجة أو شايفة نفسها فى مجال معين إنى أساندها خاصة لو كان المجال ده النجارة المهنة اللى بحبها واللى ورثتها عن أبويا واللى شايف إن مينفعش تبقى حكر على الرجال وبس.
واختتم حديثه مشيرا إلى ابنته التى أراد أن يقدم لها نموذج للرجل الذى يدعم زوجته والأم التى تستطيع أن تلعب دور الرجل حتى تحسن اختيار شريك حياتها فيما بعد، وتختار مجال العمل الذى ترغب به دون تدخل أحد.