الذكريات الزائفة
3 من أصل 3
أما أولئك الطلاب الذين لم يطرح عليهم سؤال السرعة قبلاً فكانوا الأقل احتمالية في تذكر رؤية الزجاج المكسور، عندما سئلوا عن هذا بعد أسبوع.
في دراسةٍ أخرى، عرضت لوفتس مجدداً على المشاركين فيلماً لحادثة مرورية. هذه المرة سألت بعض المشاركين: «كم كانت سرعة السيارة الرياضية البيضاء عندما مرت بالحظيرة في أثناء سريها على الطريق الريفي؟» في واقع الأمر، لم تكن هناك أية حظيرة في الفيلم. وبعد أسبوع، كان أولئك المشاركون الذين طرح عليهم هذا السؤال هم الأكثر احتمالية في أن يقولوا إنهم يتذكرون رؤية حظيرة في الفيلم. حتى لو سئل المشاركون ببساطة: «هل رأيتم حظيرة؟» بعد فترة وجيزة من مشاهدة الفيلم، فسيكونون أكثر احتمالية – بعد أسبوع – في «تذكر» رؤيتها.
استخلصت لوفتس من هذه النتائج أن تمثيل الذاكرة لحدث يمكن أن يتغير بسبب التقديم اللاحق لمعلومات مضللة. ومع هذا، فقد جادل بعض الباحثين بأن المشاركين في هذه الدراسات كانوا ببساطة يجيبون وفق ما كان متوقعاً منهم، تماماً مثلما سيقدم الطفل الإجابة التي يعتقد أنها متوقعة منه، بدلاً من أن يقول إنه «لا يعرف». إلا أن لوفتس واصلت عملها لإيجاد دليل أكثر إقناعاً تدعم به استنتاجها.
عرضت لوفتس وزملاؤها مجدداً على المشاركين حادثة مرورية، ولكنها كانت هذه المرة في سلسلة من الشرائح. أظهرت الحادثة سيارة داتسون حمراء تنعطف عند تقاطع طرق وتصدم أحد المشاة، ولكن مجموعة من المشاركين (١) رأت السيارة تتوقف أولاً عند علامة «قف»، في حني أن مجموعة أخرى (٢) رأتها تتوقف عند علامة «أولوية المرور».