الملاحظة والاستنتاج: أبحاث الذاكرة في العصر الحديث
3 من أصل3
إليكم مثالا لهذا التوجه مأخوذا من البحث المنهجي للظاهرة المقترحة المسماة «التعلم في أثناء النوم». افترض أنك شغلت لنفسك شرائط من المعلومات في أثناء نومك، آملا أو متوقعا أن تتذكر المعلومات لاحقاً. كيف تقيم ما إذا كانت هذه الشرائط فعالة؟ للإجابة عن هذا السؤال، ربما تقدم بعض المعلومات لأشخاص خلال نومهم، ثم توقظهم وتلاحظ ما إذا كان سلوكهم اللاحق يعكس أي ذكرى عن المعلومات التي قُدمت لهم خلال نومهم. أجرى وود وبوتزين وكيلستروم وشاكتر تجربة قاموا فيها بهذا. فخلال نوم الأفراد، قرأ هؤلاء الباحثون بصوت عال أزواجاً من أسماء التصنيفات وأسماء العناصر المنتسبة إليها (مثل «معدن: الذهب»). وكرر كل زوج من أزواج الكلمات «التصنيف: العنصر» عدة مرات. بعد عشر دقائق، أوقظ المشاركون في الدراسة الذين كانوا نائمين خلال العرض المحفز، وطلب منهم طرح أمثلة من تصنيفات معينة (مثل المعادن) بحسب ورودها على بالهم. كان الافتراض الذي تقوم عليه هذه الدراسة هو أنه إذا تذكر المشاركون قراءة الكلمات عليهم خلال نومهم فعلى الأرجح أنهم سيدرجون الذهب في قائمة أسماء المعادن التي يطرحونها بعد ذلك.
ومع هذا (بالنظر إلى الاعتبارات المذكورة سابقاً)، للتوصل إلى استنتاج سليم حول المعلومة المتذكرة، من الواضح أنه ليس كافياً ملاحظة كم مرة ظهرت الأمثلة التي قُدمت في أثناء نوم المشاركين في القوائم المطروحة فيما بعد. فعلى سبيل المثال: العديد من الناس- عندما يُطلب منهم التفكير في المعادن – سيدرجون الذهب، حتى دون قراءته أمامهم سابقا خلال نومهم. وطبقا لمبادئ التصميم البحثي الناجح المذكورة سابقا، يستطيع الباحثون التغلب على هذا النوع من المشكلات عن طريق دراسة الاختلاف بين أداء مجموعة مضاهية أو ظرف المقارنة، وبين أداء المجموعة التجريبية أو الظرف التجريبي.