أنواع مختلفة من الذاكرة: البينة الوظيفية للتذكر
1 من أصل 2
أسس أفلاطون ومعاصروه تأملاتهم حول العقل على انطباعاتهم الشخصية الخاصة. وما زال هذا يحدث اليوم، خصوصاً وسط بعض الأشخاص الذين يتجاهلون الاكتشافات المنهجية حول المخ والعقل باعتبارها «بديهية». ولكننا نملك الآن معلومات تجريبية نجري دراسات تجريبية صارمة ومحكمة بشدة لجمع معلومات موضوعية حول طرق عمل الذاكرة البشرية (انظر الفصل الأول). وكما سنرى، يتعارض العديد من هذه الاكتشافات الناجحة مع «البديهة» التي يعتمد عليها بعض الناس.
طبق القائمون بالتجارب عدداً من التقنيات المنهجية في محاولاتهم فهم الذاكرة. وكان أحد المناهج هو إعادة تقسيم مجال الذاكرة الضخم إلى مجالات يبدو أنها تعمل بشكل يختلف بعضها عن بعض. فكر فيما كنت ترتديه آخر مرة وصلت فيها إلى البيت. كيف تختلف هذه الذكرى عن تذكر أي شهور السنة تتكون من ٣٠ يوماً، أو تحديد الأعداد الأولية الواقعة بين ٢٠ و٣٠، أو تذكر كيفية عمل الأومليت؟ قد تبدو هذه أنواعاً مختلفة من الذاكرة، من الناحية البديهية. ولكن ما الدليل العلمي على ذلك؟ في حقيقة الأمر، أحد الاكتشافات الرئيسية على مدار المائة عام الماضية هو أن الذاكرة كيان متعدد المكونات (أكثر منه أحادياً). وسنناقش هذه الاختلافات باستفاضة في هذا الفصل، وفي أجزاء أخرى من الكتاب.