فكر إيبنجهاوس
1 من أصل 2
رغم أن النوادر والملاحظات الشخصية حول الذاكرة قد تكون تنويرية ومسلية، فإنها غالبًا ما تنبع من تجربة محددة لشخص معني. لذا؛ فمطروح للجدال إلى أي مدى هي (1) «واقعية» بشكل موضوعي و(٢) قابلة للتعميم بغير استثناء على جميع الأفراد. يستطيع البحث العلمي المنهجي أن يقدم استبصارا فريدا عن هذه الموضوعات، وقد أجريت الأبحاث المنهجية الكلاسيكية حول الذاكرة والنسيان في نهاية القرن التاسع عشر على يد هيرمان إيبنجهاوس. فقد حفظ إيبنجهاوس ١٦٩ قائمة منفصلة لثلاثة عشر مقطعا لفظيٍّا عديم المعنى. وكان كل مقطع يضم لفظات ثلاثية الأحرف «عديمة المعنى» مؤلفة من ساكن – متحرك -ساكن (مثل: PEL). وأعاد إيبنجهاوس حفظ كل من هذه القوائم بعد فترة انقطاع تراوحت من ٢١ دقيقة إلى ٣١ يوما. وكان مهتما بشكل خاص بمدى النسيان الذي حدث له خلال هذه الفترة الزمنية، مستخدما «مقياس الحفظ» (أي مقدار الوقت الذي استغرقه لإعادة حفظ القائمة) كمقياس للكم الذي نسيه.
لاحظ إيبنجهاوس ٍّأن معدل النسيان كان أسيا بشكل تقريبي؛ أي أن النسيان كان سريعاً في البداية (بعد تعلم المادة مباشرةً)، لكن معدل نسيان المعلومة تراجع بالتدريج. ومن ثم فإن معدل النسيان لوغاريتمي أكثر منه خطيا. استمرت هذه الملاحظة ردحا طويلاً من الزمن، وأثبتت فاعليتها مع عدة مواد وظروف تعلم مختلفة. وهكذا، إذا طويلا من الزمن، وأثبتت فاعليتها مع عدة مواد وظروف تعلم مختلفة. وهكذا، إذا توقفت عن تعلم اللغة الفرنسية بعد ترك المدرسة، فستبدي خلال الشهور الاثني عشر الأولى تدهورا سريعا في مفرداتك الفرنسية، ولكن المعدل الذي تنسى به هذه المفردات سيتباطأ تدريجياً بمرور الوقت. ولذلك، إذا ذاكرت الفرنسية مجددا بعد خمس أو عشر سنوات، قد تفاجأ بالكم الذي احتفظت به فعلا في ذاكرتك (مقارنةً بالكم الذي تذكرته قبل ذلك ببضع سنوات.