ممارسة الاسترجاع الممتد
1 من أصل 2
بغض النظر عن نوع التمرين، يستفيد الاسترجاع اللاحق للمعلومات من «املمارسة الاسترجاعية» المتباعدة، التي تنطوي على محاولة تذكر المعلومة على مدار فترات زمنية متباعدة. تسمى هذه الطريقة أحياناً «التمرين الممتد» أو «الاسترجاع المتباعد». قد يعتبر هذا المنهج تقنية لمضاعفة الحفظ، مع استخدام المجهود العقلي بطريقة مثلى. المبدأ الأساسي هنا هو أن الذاكرة تقوى أكثر عندما نحاول الاسترجاع قبل أن يصبح من الصعب للغاية القيام به. ويصعب – بالطبع – تحديد هذه النقطة الزمنية بعض الشيء، لدرجة أنه في العادة توضع تقديرات معقولة لها. ومن الشائق تأمل كيفية تشابك هذا المبدأ مع مبدأ «الحفظ بلا أخطاء»، الذي سنتناوله لاحقً ا في هذا الفصل.
إن المبادئ الجوهرية التي تشكل الاسترجاع المتباعد هي كالتالي؛ عندما نصادف لأول مرة معلومة ما، قد لا تكون قوية نسبياً بحيث يسهل تذكرها. وبالنجاح في استرجاع المعلومة بشكل صحيح بعد تعلمها بفترة قصيرة، فمن الأرجح أن نتذكرها مجددا لاحقاً؛ وبالتالي نستطيع أن نتيح فترة تأجيل أطول قليلاً قبل محاولة الاسترجاع الناجحة التالية. ومع كل محاولة ناجحة، يمكن زيادة فترة التأجيل بين كل محاولة استرجاع، ونحقق رغم هذا نجاحات أكبر.
أظهر لانداور وبيورك كفاءة الجدول الزمني الممتد لممارسة الاسترجاع. قرأ هذان الباحثان أسماءً شخصية وألقاباً عائلية خيالية على المشاركين، الذين طلب منهم تذكر الألقاب العائلية الخيالية عند عرض الأسماء الشخصية الخيالية عليهم مجدداً. كان من المقرر أن تستكشف الاختبارات عدة سيناريوهات، بما في ذلك اختبار «الجدول الزمني الممتد»، الذي قُدمت فيه اختبارات الذاكرة في البداية بعد فترة تأجيل قصيرة، وبعدها زاد الفاصل الزمني بانتظام.