إثارة المشاعر2 من أصل 3
واستنادًا إلى تلك القياسات، قام الباحثون بوضع قائمة تضم مقتطفات من أفلام موصًى بها لإثارة مشاعر معينة: الاستمتاع، الغضب، الاشمئزاز، الخوف، الحزن، المفاجأة. 25 فالمشهد من فيلم ” صمت الحملان” الذي تحاول فيه شرطية المباحث الفيدرالية كلاريس ستارلينج ) جودي فوستر) العثور على السفاح المختبئ في قبو مظلم، يُستخدم لإثارة الخوف، في حين يُستخدم مقتطف آخَر من فيلم “البطل” (ذا تشامب) يصور ولدًا صغيرًا ) ريكي شرويدر) يجهش بالبكاء بجانب جثة أبيه الذي فارق الحياة، لإثارة مشاعر الحزن ورغم أن مثل تلك المقتطفات ” لا تضمن” أن جميع المشاهدين سوف يستجيبون بالطريقة التي يتوقَّعها الباحثون، 26 فإنها أكَّدتْ قدرتَها على إثارة مشاعر معينة، بمستويات مرتفعة، في العديد من المشاركين في ظل ظروف يتم التحكم بها ) انظر الملحق “جـ” للاطِّلاع على قائمة كاملة بالأفلام والمشاعر المستهدَفة).
ليست إثارة المشاعر مجرد ناتج ثانوي لتجربة مشاهدة الفيلم، لكنها وثيقة الصلة بالخواص الأسلوبية للأفلام. إحدى أولى التجارب التي أجُريتْ لقياس قدرة المونتاج على التأثير في المشاعر، أجراها المخرجان / المنظِّران بودُفكِن وكوليشوف، اللذان اكتشفا ما أطُلق عليه تأثير كوليشوف؛ حيث قاما بأخذ لقطة مكبَّرة لممثل ينظر إلى خارج الكادر بتعبير محايد على وجهه، ثم قاما بتوليفها مع أشياء مختلفة شملت إناءً من الحساء، وجثَّة سيدة مسجاة في الكفن، وفتاة صغيرة تلعب بدمية على شكل دبٍّ وقد عبَّر جميع المشاهدين الذين عُرضتْ عليهم الأفلام القصيرة عن إعجابهم بقدرات الممثل، بَيْد أن الشعور الذي نسبوه إليه اختلف من فيلم لآخر؛ فعندما شاهدوه وهو “يحدق” في الحساء، اعتقدوا أنه مستغرق في حلم يقظة وفي مشهد الكفن، اعتقدوا أنه محزون.