إثارة المشاعر4 من أصل 4
زاوية الكاميرا جانب أسلوبي آخر يؤثِّر ليس على ردود الفعل الشعورية لدى المشاهدين فحسب، بل أيضًا على الطريقة التي يُقيِّمون بها مشاعر الشخصيات في دراسة أخرى، تمَّ صُنْع أفلام قصيرة تدور حول أنشطة عادية بين شخصين؛ مثل حادثة مرورية صغيرة، وتم تصوير نُسَخ عديدة منها مع تغيير زوايا الكاميرا في إحدى النسخ، صُوِّرت الشخصية “أ” من زاوية منخفضة، بينما صُوِّرت الشخصية “ب” من زاوية مرتفعة، والعكس بالعكس وقد تبيَّن أنه حتى مع بقاء جميع جوانب الفيلم الأخرى ثابتة دون تغيير، فإن الشخصيات التي صوِّرت من زاوية منخفضة ) ما جعلها تبدو شاهقة فوق مستوى الكاميرا) بدت للمشاركين أكثر قوَّةً وجرأةً وعدوانيةً، وأقل خوفًا والعكس صحيح بالنسبة إلى الشخصيات التي صُورت من زاوية مرتفعة ) مما جعلها تبدو وكأنها يُنظَر إليها من أعلى ( 29 وتتطابق تلك النتائج مع قاعدة معروفة جيدًا عن وظيفة زوايا الكاميرا؛ الزوايا المنخفضة توحي بتفوُّق الشخصية، بينما توحي الزوايا المرتفعة بدونيتها. 30 وقد اشتُهر فيلم ” المواطن كين” بتوظيفه للزوايا المنخفضة في المشاهد التي تصوِّر كين ) أورسن ويلز) مملوءًا بالثقة وهو يُطلق إمبراطوريته الصحفية، بينما في الأجزاء التالية من الفيلم، بعد أن انهارت حياته، تنظر إليه الكاميرا لأسفل من نقطة شاهقة. تعكس هذه الأنواع من الزوايا أنماطًا من خارج عالم الفيلم؛ فعندما “ننظر من أعلى”، فيزيقيٍّا، إلى شخص ما ) شخص بالغ ينظر إلى طفل)، فإننا بوجه عام نكون في وضع متفوق، والعكس بالعكس.