إطار رمزي لعلم نفس الفيلم 1 من أصل 2
بالإمكان توحيد علم نفس الفيلم من خلال التفكير في الأفلام باعتبارها رموزًا فالأفلام هي رموز ذات معنًى؛ يخلقها صُنَّاع الأفلام، ويستقبلها الجمهور. ويلخِّص الشكل المكوِّنات الأربعة لهذا الإطار. 13
تمتلك الرموز على الدوام خواصَّ فيزيائية؛ إذ تتألَّف الأفلام من صُوَر وأصوات تُعرَض على شاشة وتلك العناصر ليست عشوائية، بل تنطوي على إمكانية أن تُفهَم؛ فأنبوب نيون من الضوء الأزرق مصحوب بصوت طنين في فيلم “حرب النجوم” يُفهَم على أنه سَيْفٌ ضوئي ) خلافًا لتيار عشوائي من ضوء أزرق يتقافز على الشاشة). والمعاني الرمزية تنبني عادةً بعضها فوق بعض، نتيجةً لارتباط صور فردية مع غيرها من الصور.
وإذ يبدأ المتفرِّجون في الإحاطة بعالَم ” حرب النجوم ” فإنهم يُدركون أن الشخص الذي يحمل السيف الضوئي عضو في جماعة “الجيداي”. فمعظم الأفلام تؤلِّف بين مجموعة من الرموز لتشكِّل منها كيانات شاملة، سردية ومتماسكة؛ حيث تشارك مجموعة من الشخصيات في أحداث تقع في المكان والزمان 14.
يمكن التوسع في معاني الرموز إلى ما وراء ” عالم القصة ” وأن نفهمها بوصفها تمثيلات لأناسٍ، وأماكن، وأفكار ذات صلة بـ “العالم الحقيقي”؛ فمثلاً، باستطاعة المتفرجين أن يفسروا سلاح الجيداي باعتباره رمزاً للبطولة. وهذه التيمة يمكن أن تُستخدَم بدورها في تفسير “حرب النجوم” باعتباره فيلمًا عن انتصار الخير على الشرِّ.
بالإمكان تفسير الرموز بطرقٍ عِدَّة، بعضُها قد يكون متناقضًا فيما بينه. 15 فباستطاعة محلِّل نفسي فرويدي أن ينظر إلى الشعاع الأزرق الطويل ويفسِّره باعتباره رمزًا قضيبيٍّا ) يرمز إلى التَّوْق الشَّهْواني). كما يمكن لناقدة نِسْوِية أن تَقلِب هذا التفسير وتذهب إلى أن السيف الضوئي هو في حقيقة الأمر رمز لعدوانية ذكورية في غير موضعها )وهذا النوع من الرموز يُمكنه أن يتأرجَح بين هذين البديلين لبعض الوقت)