الأفلام التي يشاهدها الناس 3 من أصل 3
ومن العوامل التي توفِّر حدٍّا أدنى من القدْرة على التنبُّؤ كَوْن الفيلم جزءًا من سلسلة أو إعادة إنتاج لفيلم سابق، ومدَّة عرضِه أطول، أو مصنَّفًا ضمن فئة “بعض المواد قد تكون غير مناسبة للأطفال دون الثالثة عشرة” (رغم أن الأفلام المصنَّفة ضمن فئتَيْ ” جميع الأعمار مقبولة ” و ” بعض المواد قد تكون غير مناسبة للأطفال ” يمكن أن تحقِّق إيرادات جيدة هي أيضًا( ، ويتضمَّن عنفًا خاليًا من الدماء أما الأفلام التي تحقِّق إيرادات منخفضة فيمكن إرجاع فشلِها لعوامل مثل: أنها تتناول سيرة ذاتية، أو مأخوذة عن عمل أدبي، أو مصنَّفة ضمن فئة ” محظور” أو تتضمَّن مشاهد جنسية فجَّة. تتَّفِق تلك النتائج مع النظرية القائلة بأن الأفلام التي تحقِّق نجاحًا كبيرًا ينبغي أن تستهدف الشريحة الوسطى الأوسع من السكان؛ أفلام تحتوي على بعض الجنس والعنف ) لكن ليس أكثر مما ينبغي)؛ أفلام حميمية وجيدة الصنع لكن ليستْ رفيعة أكثر مما ينبغي؛ أفلام تجسِّد الدعابة والابتعاد عن الواقعِ والإبهارَ تجسيدًا. 17
مع مُضِيّ ِالسنين، بدأتْ جاذبية الدراما تتراجع، بينما زادت شعبية الملاحم الفانتازية. وفي حين أن بعض الأفلام الدرامية لا تزال تحقِّق نجاحًا تجاريٍّا وتفوز بجوائز الأوسكار (“خطاب الملك” (ذا كينجز سبيتش))، فإن نجاحها التجاري لا يمكن أن يُقارَن بأفلام الصيف ذات الإيرادات الضخمة. ثمة تفسير تكنولوجي لهذه الظاهرة؛ فلكي تتمكَّن من منافسة أشكال ترفيه مرئية أكثر حميميةً مثل التليفزيون، ينبغي على الأفلام أن تبذل كلَّ ما في وسعها عن طريق مضاعفة مؤثِّراتها البصرية إلى الحدِّ الأقصى. وثمة تفسيرٌ آخَر سياسي- اجتماعي، مفادُه أن الترفيهَ الهُرُوبي في يومنا هذا هو تعبير عن نزعة الاستهلاك النرجسي التي ترسَّختْ في الثمانينيات وواصلت منذئذٍ هيمنتها في أمريكا وغيرها من دول العالم الأول.