النظريات الخاصة بالذات2من اصل3
رأى جيمس أن أفكارنا لها نوع من الحميمية والدفء بالنسبة إلينا، الأمر الذي حاول أن يفسره على النحو التالي: في أي وقت، ربما يكون هناك نوع خاص من التفكير الذي يرفض بعض محتويات تيار الوعي، لكنه يوافق على محتويات أخرى ويجمعها معا ويدعي أنها ملكه. وفي اللحظة التالية، يكون هناك تفكير آخر يأخذ المحتويات السابقة ويجمعها معا وينسبها لنفسه، موجدا شعورا بالوحدة. بهذه الطريقة- بحسب قوله- يبدو أن التفكير هو نفسه الشخص المفكر. وتبدو تلك النظرية وكأنها نظرية حديثة على نحو استثنائي، ترى أنه لا توجد ذات أو أنا ثابتة. لكن جيمس رفض نظرية الحزمة، وكان يؤمن بقوة الإرادة وبوجود قوة روحية شخصية.
بعد مرور مائة عام، حاول علماء الأعصاب تناول المشكلة؛ فأشار راماتشاندران إلى بحثه عن ملء الفجوات (انظر الفصل الرابع) الذي يبدو أنه يطرح مسألة من الذي يتم له ملء الفجوات في الصورة. عبر هذا البحث، قال: “….. يمكن أن نبدأ في تناول أكبر الألغاز العلمية والفلسفية التي نواجهها، وهي طبيعة الذات”. اقترح راماتشاندران أن عملية ملء الفجوات لا تتم من أجل شخص ما، ولكن من أجل شيء ما، وهذا الشيء هو عملية دماغية أخرى؛ أي عملية في الجهاز الحوفي للدماغ.
تأخذ نظريات إطار العمل الشامل نفس الخط؛ حيث تساوي بين الذات ومجموعات معينة من الخلايا العصبية المتفاعلة؛ على سبيل المثال: في نظرية بارس، يحدد تسلسل من السياقات ما يدخل تحت دائرة الضوء في مسرح الوعي. والأبرز من بين هذه النظريات هي نظرية نظام الذات، التي تقول إن هذا النظام هو الذي يسمح بأن تكون المعلومات قابلة للاستخدام والتعبير عنها. ويمكن تفسير اضطراب تعدد الشخصية من خلال تسلسلات سياقية مختلفة تتنافس من أجل الوصول إلى إطار العمل الشامل وإلى الذاكرة والحواس، لكن هذا لا يسمح بوجود الذوات الخفية التي وصفها جيمس وهيلجارد.
هناك مثال آخر يتمثل في النظام المتعدد المستويات لداماسيو: إن الكائنات البسيطة لديها مجموعة من الأنماط العصبية التي ترسم خريطة لحالة الكائن لحظة بلحظة، والتي سماها الذات البدائية