النمو المعرفي خارج المنزل1من اصل2
تُوجِّه المعلمةُ في مركز رعاية الأطفال تحيةً ودودةً إلى الأم وتدعوها كي تجلس في المنتصف. تجلس الأم في هدوء وترقب آملةً أن يكون هذا التقرير الأول الخاص بطفلتها إيجابيًّا. تبدأ المعلمة اللقاء بتقرير عام رائع حول التطور الذي تحرزه الطفلة ذات الثلاثة أعوام، فتذكر أن الطفلة تبدو سعيدة ونشطة ومتعاونة مع الآخرين. تشعر الأم بارتياح بالغ! إنها الملاحظات المثالية التي يتمنى أن يسمعها أي أب أو أم. ولكنْ هل هناك شيء آخر؟ نعم؛ إذ إن تركيز الطفلة أقل قليلًا من التركيز اللازم لإنهاء نشاط واحد وهي جالسة إلى الطاولة. تؤكِّد المعلمة للأم أن العديد من الأطفال ذوي الأعوام الثلاثة يحتاجون إلى تشجيع وتدريب على التركيز، وتوضِّح لها الجهود التي يبذلها العاملون مع الطفلة لزيادة نسبة التركيز لديها، وأنهم يلاحظون قدرًا من التحسُّن بالفعل. وتتجاوب الطفلة مع تشجيعهم الرقيق. تسأل الأم عن الطريقة التي يمكن بها أن تساعد طفلتها. تقدِّم المعلمة للأم بعض النصائح، تتضمَّن عدة طرق من شأنها تحفيز تطور عملية التركيز لدى الطفلة من 10 إلى 15 دقيقة في المنزل. وتختتم كلامها مع الأم بملحوظة إيجابية؛ إذ تخبرها المعلمة مبتسمة: “إنها فتاة رائعة تحب الوجود بالخارج والغناء كذلك. إنها لن تملَّ من اللعب بالخارج طوال اليوم، وعندما تدخل إلى الصف تقوم بالغناء والدندنة أثناء كل نشاط”. فتخرج الأم وقلبها يكاد يطير فرحًا.
استند تأليف هذا السيناريو إلى ثلاث نقاط إيجابية ينبغي مراعاتها؛ أولًا: يعقد العاملون في مركز رعاية الأطفال اجتماعاتٍ منتظمةً مع الوالدَيْن في صورة لقاءات قصيرة تتمحور حول الأطفال. ثانيًا: يناقش المعلمون نقاط القوة وفرص النمو الخاصة بالطفل. ثالثًا: يتحدَّث الوالد بصراحة مع المعلم ويتجاوب معه بصورة تعاونية. وتعني هذه الجوانب الثلاثة لهذا السيناريو أن رفاهية الطفلة ونموَّها هما محور التركيز الأساسي للبالغين. وعندما يعمل جميع البالغين المسئولين عن تطور الأطفال داخل المنزل وخارجه بشكل تعاوني ، فهذا من شأنه تيسير نمو الأطفال.