عين زبيدة

عين زبيدة

عين زبيدة
عين زبيدة

قامت زبيدة بالحج إلى مكة المكرمة، وشاهدت حجم الصعوبات التي تواجه الحجاج خلال رحلتهم؛ إذ يحملون الماء في قِرب على أكتافهم ممّا يتسبّب بإصابتهم بالإعياء، والبعض يموتون من التعب، فأمرت بحفر قناة لجلب الماء من مناطق تساقط الأمطار في وادي النعمان إلى مكة، وهناك تتفرّع منها عدة قنوات لتصل إلى عرفة، وعمل برك ليشرب الحجاج منها يوم عرفة بعد أن يتمّ عمل أحواضٍ حجريةٍ تضمن سلامة المياه، كما عملت على إنشاء أحواض لتجميع ماء الوضوء؛ حيث تنساب هذه المياه إلى البساتين التي كانت موجودةً للاستفادة منها لريها، كما تمّ إيصال قنواتٍ فرعيةٍ مغلقةٍ من القناة الرئيسية تصل إلى المزدلفة لتصبّ في بئرٍ كبير في منى اسمه بئر زبيدة.

لم يكن مسار القناة على أرضٍ مستويةٍ بل قطعت أوديةً ومرتفعاتٍ، فتنفيذها كان بمهارةٍ هندسيةٍ كبيرةٍ جداً، وكانت كلفة الإنشاء عاليةً، فقد أخبرها أحد المهندسين المشرفين على تنفيذ العمل بأنّ الكلفة عالية، فقالت له اعمل ولو كلّفتك ضربة الفأس ديناراً، وهذا يدلّ على أنها أدركت قيمة الخدمة التي تُقدمها القناة للحجاج وغيرهم خاصةً وأنهم يسيرون مسافاتٍ طويلةٍ وسط صحراء حارقة.

m2pack.biz