تطور الوعي 1من اصل2

تطور الوعي

1من اصل2 

تطور الوعي  1من اصل2
تطور الوعي
1من اصل2

افترض أنك في يوم جميل، وأنك تحدق في شجرة بلوط كبيرة في الغابة؛ إنك ترى الأوراق الخضراء وهي تتحرك كالأمواج في أثناء هبوب النسيم، والظل الملون يتراقص على أرضية الغابة، والطيور تطير من غصن إلى آخر، وعندما تنظر عن كثب، سترى النمط المتشابك للحاء على جذع الشجرة، وتلمح خنفساء وهي تحاول الاختفاء، وتشم رائحة الأرض المتناثر عليها ثمار البلوط، وتشعر بالهواء الرطب حولك؛ تلك هي التجربة الواعية، هذه هي صورة الشجرة بالنسبة إليك.

لكن كيف تبدو الشجرة بالنسبة إلى الخنفساء، أو تلك الطيور التي تطير من غصن إلى آخر، أو الخفافيش النائمة المختفية بالأعلى، أو الثعبان المختبئ في العشب؟ نريد أن نعرف هذا، ويبدو من المعقول أن نسأل عن رؤية الحيوان للعالم. المشكلة أننا لا يمكننا أن نعرف؛ فكما  اكتشفنا عندما سألنا: “كيف يكون الحال لو كنت خفاشا؟” ليس أمامك سوى تخيل أنك خفاش أو دودة، فهذا الأمر يتعلق بوعي الحيوان. وهناك في الواقع مسألتان منفصلتان؛ الأولى: تتعلق بتحديد الكائنات الحية التي لديها وعي وشكل هذا الوعي، والثانية: تتعلق بوقت وكيفية تطور هذا الوعي.

ربما يكون من المفيد أن نتأمل نطاقا من الكائنات ونسأل إن كانت واعية أم لا. دعونا نبدأ بحجر يوجد تحت الشجرة؛ معظم الناس سيتفقون على أنه ليس هناك حال

معين نكون عليه إذا أصبحنا حجرا أو قطعا من التربة حول الشجرة أو أجزاء من لحاء وقعت من الشجرة، غير أن أنصار النظرية الروحية الشاملة يعتقدون أن كل شيء في الكون واع؛ ومن ثم بالنسبة إليهم، لا توجد كائنات غير واعية، والوعي موجود منذ بداية الخلق.

ماذا عن الشجرة نفسها؟ معظم الناس سيقولون إن الأشجار وغيرها من النباتات غير واعية، إلا أنه يمكن إثبات أن العلامات الأولى للوعي تتمثل في امتلاك حواس ووجود قدرة على التفاعل مع العالم، والشجرة يمكن أن يكون لديها إحساس بالعالم؛ فهي تستجيب للجاذبية والضوء ودرجة الحرارة والرطوبة، وبتسريع فيلم لشجرة بلوط تنبثق من جوزتها، سنرى أن البذرة الصغيرة تتلوى متحسسة طريقها لأعلى،

m2pack.biz