تطوير الأطفال لِحِسِّ الفكاهة 3من اصل3

تطوير الأطفال لِحِسِّ الفكاهة

3من اصل3

تطوير الأطفال لِحِسِّ الفكاهة  3من اصل3
تطوير الأطفال لِحِسِّ الفكاهة
3من اصل3

بداية، قرر أحد الأشخاص البالغين المهتمين أن يساعد الفتيات في مراجعةِ وجهات نظرهنَّ، ثم دفْعِهن برفق نحو اكتشاف تنميطهنَّ للآخر بقدرٍ من الدعابة. وكان استخدام التهكُّم لمساعدة الفتيات في إدراك مدى سخافة التنميط الذي يَنتهجْنَه قد أثبت فاعليته في نهاية الأمر، وعلى المستوى التطوري للفتيات، فهنَّ يدركْنَ الحقائق. كانت هؤلاء الفتيات اللائي يَبْلغْنَ اثني عشر عامًا يُدركْنَ أن كلًّا من تركيا والولايات المتحدة خاضتا صراعات، وعلى الصعيد المعرفي فقد جرى تحفيزهنَّ بمناقشتهنَّ للتاريخ التركي قبل أن يعبِّرْنَ لفظيًّا عن التصوير النمطي للأشخاص. كانت الفتيات مستمتعاتٍ بجوِّ الأُلفة وتبادُل المعلومات معًا، وأدركْنَ أيضًا أن استخدام الأب لمصطلح “التنميط” يشير إلى أنهنَّ يصنِّفْنَ الغير بصورة غير عادلة؛ مما يشكِّل غَبنًا لهم. كانت الفتيات مستعداتٍ للإنصات إلى الأب، وهو ما يعكس قدرًا من الثقة وقدرًا من الالتزام الاجتماعي نحوه في أثناء حديثه؛ أيِ استعدادًا لتوطيد علاقة اجتماعية. كما كان مستوى اهتمامهنَّ المعرفي والاجتماعي مرتفعًا عندما تدخَّل الأب في الحديث.

وعندما عقد الأب مقارنة بين الشعبين التركي والأمريكي، أدركت الفتيات المفارقة، والتنافر الكامن في حديثه عن الولايات المتحدة؛ ومن ثَمَّ تمكنت الفتيات من التعامل مع الموضوع بأسلوب مجرد إلى حدٍّ ما؛ فقد أثار الأمر فضولهنَّ وأدركْنَ أن تصنيف جميع الأشخاص الأتراك معًا أمرٌ سخيفٌ؛ لأن الشيء نفسه ينطبق عليهنَّ أيضًا. وقد حفز التعليق الساخر للأب “على النقيض من الولايات المتحدة” عقولهنَّ للتفكير لجزءٍ من الثانية؛ مما أدى إلى انفجارهنَّ في ضحكات مُدوِّية عندما أدركْنَ تناقُض الحديث. تَمتَّعَت الفتيات بمستوًى عالٍ، إلى حدٍّ ما، من إدراك المعلومات الواقعية، أتاحَ لهنَّ استيعاب تناقُض الحديث بالشكل المناسب، وسَخِرْنَ من أنفسهنَ بالضحك وأدركْنَ نزعة التنميط التي أظهرْنَها؛ ومن ثَمَّ كُسرت حدة التوتر التي سادت المناقشة. تَحقَّقَ كل هذا بفضل استخدام قدر يسير من الدعابة التي غلَّفت الدرس الذي لقَّنه الأب للفتيات.

 

m2pack.biz