2من اصل5        هبوط اضطراري

ظل «ميلانوفيا» طوال الليل يُفكر ويتذكر الكثير من الحِكَم والمواقف التي مرَّ بها في كوكبه، وكيف يخرج من هذه الورطة التي وقع بها. مع أول ضوء النهار قفز فرحاً وقال:

–  وجدتُها، سوف أخرج منك يا كوكب الدمار، يا عدو الانتصار.

ظل يركض هنا وهناك فرحاً، ثم ركض بسُرعة نحو سفينته الفضائية ليبحث عن مُنظاره ثانية ثم وجده بجانب السفينة الفضائية أرضاً. .

أخذ المنظار سريعاً ووقف فوق السفينة وظلَّ ينظر من عدستيه المكبرتين ويتفقد أحوال سُكَّان كوكب الأرض. . رأي مكاناً به أشياء مُتحركة كثيرة وبداخله السكان الأصليون للكوكب. . أدرك أن هذه هي وسيلة التنقل في كوكب الأرض. .

وضع إصبعه علي عقله وقال: « سوف أذهب إلي هذا المكان، وأركب تلك الأشياء المُتحركة وأتنقل معهم لكي أذهب إلي الصحراء الغربية (نقطة الطاقة الرئيسية –( A  وأقوم بالتواصل مع كوكبي العظيم ».

قفز مرة أخري من فوق السفينة فرحاً وهو يقول: عاش عقلي المُفكر، عاش عقلي السليم. . سوف أذهب من هذا الكوكب اللئيم.

بدأ يتحرك لكي يذهب إلي هذا المكان الملئ بالأشياء المتحركة التي تحمل البشريين وتجعلهم يتنقلون من مكان لآخر. . ثم وقف مرة واحدة وقال لنفسه:

– أيها الساذج «ميلانوفيا» كيف أذهب إلي هذا المكان بشكلي وهيئتي التي تختلف كثيراً عن سُكان الأرض.

بدأت الحيرة تُرسم علي وجهه مرة أخري وظل يُفكر كثيراً ثم قال:

– لابُد أن أذهب إلي داخل السفينة وأحضر آلة الكاموفلاج الخاصة بالسفر. قام بتشغيل محرك البحث الكوني للبحث عن ملامح سكان هذا الكوكب.

انتهي من تكوين متقن لوجه أرضي تماماً مزجه بوجهه فأصبح متطابقاً معه ثم صنع ملابس أرضية ارتداها ونظر إلي انعكاسه في مرآة السفينة وقال: لقد أصبحت من سكان هذا الكوكب، وردَّد نفس كلامه:

– عاش عقلي المُفكر، عاش عقلي السليم، سوف أذهب من هذا الكوكب اللئيم.

وردَّد هذه الجملة أكثر من مرة وكأنه لا يُريد أن يبقي هنا لدقيقة واحدة بعد الآن.