الهروب من الواقع3من اصل3
وبالنسبة لموضوع الإنترنت أنا هتكلم مع والدك بخصوصه وهخليه يعملك اشتراك وتبقي قُدَّام عينه، وانت توعدني إنك تستخدمه صح في الحاجات المفيدة وتبعد تمامًا عن اللي يضرك.
– شكرًا يا عمو وأنا أوعدك بكده.
ذهب الطفل وتحرك ليقبَّل رأس والده ويعتذر له عما بدر منه وبعد ذلك أخذ أدواته وتحرك في طريقه إلي أحد دروسه. . وجلس «ميلانوفيا» بمفرده يتكلم ويحلل كل ما قاله الطفل، ويقول: «أعلم أن الطفل مُحقٌ للغاية في حديثه ولكن لا يجب أن أقول له إن والدك أخطأ في تهميش دورك وألقي بكل اللوم علي والده أمام الطفل. . ولكن السبب الرئيسي في ذلك بُعد الأب والأم عن الطفل، وتسبب ذلك في فجوة بينهم حيث لم يجد الطفل شخصيته وراحته بين أسرته فذهب لعالم آخر وهو «الفيسبوك» عالم جديد علي طفل في عُمره ولكنه عالم بسيط وسهل من وجهة نظره؛ حيث يقول رأيه ويُعبِّر عنه دون الخوف والقلق من يد تنزل علي وجهه أو صوتٍ عالٍ يفزعه. . لا بُد علي الأهالي أن يتفهموا هذه الأمور جيدًا ويبدأوا بتحصين أطفالهم ويقتربوا منهم للغاية ويتناقشوا ويعملوا ما يجري في عقولهم وفي ماذا يفكرون حتي لا تتسع الفجوة ويجد الطفل سبيلًا آخر للتحدث والحديث والتعبير عن شخصه وذاته».
بعد ذلك رأي «ميلانوفيا» حركة سريعة في المقهي وشعر أنهم يقومون بتنظيف المقهي وإخراج الكراسي حيث سأل «ميلانوفيا» الطفل «وطن»:
– إنتوا بتعملوا إيه؟
– هخرج الكراسي قُدَّام القهوة وهمسح المحل، وبعدها هجيب باقي الكراسي كمان من المخزن.
– وليه كل الكراسي دي؟ ما المحل مليان؟
– النهارده ماتش مصر والمكان بيبقي زحمة أوي بالليل. . بعد إذنك بقي عشان ألحق أخلص.
تعجب «ميلانوفيا» من عدد الكراسي وقال لنفسه أظن أن هذا العدد كبير للغاية ولا يأتي كل هذا العدد إلي هنا من أجل متابعه مباراة كرة قدم، ودع «ميلانوفيا» المقهي ويتحرك في طريقه إلي المنزل.