فيالوتش في كوكب الأرض3من اصل11
– والوجبة التي تسبق هؤلاء الوجبتين متي ومع مَن؟
– أظن أنها أمس. . ومع قائدنا ومسئولي التفتيشات في كوكبنا.
– ممكن أن تخبرني متي كانت آخر وجبة لك مع زوجتك وأولادك. . ومتي آخر مرة اجتمعت مع أسرتك بالكامل؟
– لا أتذكر الآن ولكن منذ فترة طويلة. . لماذا كل هذه الأسئلة؟
– أنا كنت مثلك. . أتناول وجباتي مع مساعديني ومع روّاد الفضاء ومع جهات التفتيش وجهات الإنشاء، ويومي كان عبارة عن رحلات جوية، ورحلات استكشافية مِن هنا وإلي هناك، ونعيش ونموت للكوب ونسينا شيئًا مُهمًا. . نسينا أنفسنا. . أين نحنُ من كل ذلك؟ أين عاطفتنا؟ أين حقوق أسرتنا؟
– أصبحت تتكلم مثل سُكان هذا الكوكب! ماذا بك يا «ميلانوفيا»؟
– لو عايشت تلك الأمور التي مررتُ بها لغيَّرت مفهومك عن سكان هذا الكوكب! وأظن وقتها أنك لا تقول في حقهم أي شيء سلبي. . أنا هنا عرفت معني الحب. . وأظن أن هذه الكلمة لا تعني لك شيئًا وأظن أيضًا أن يصعب عليك فهمها. . ولكن أنا أدركت معناها هنا في كوكب الأرض. . رأيت بشرًا يخافون الفُقد. . يخافون من أن يفقدوا شخصًا عزيزًا لديهم. . يخافون عليه لأنه جُزء مِنهم ولأنهم يعاملونه كَروح وليست آلة تعمل طوال اليوم. . ويحزنون لفراقه لأنهم سيفتقدون الدفء وسيفتقدون الروح والبسمة والوجه الطيب. . على عكس حياتنا تمامًا فنحن نخشي أن نفقد أحدًا؛ لأننا نحتاج جهوده وخبراته وكفاءته العملية. . العملية فقط يا صديقي وهذا هو المؤسف حقًا.
– حديثك هذه المرة مختلف ولا يعجبني!!
– وأظن أن المرة القادمة سيصبح كذلك، والمرة ما بعد القادمة أيضًا ويجب عليك أن تتعود علي هذا الحديث لأن بما أنك وجدتني ستسمع مثل هذه الأمور كثيرًا. . ممكن أن تخبرني ما هو اسم جارك الذي يسكن بجانبك؟
– لا أعلم.
– هنا الجميع يعرفون بعضهم البعض. .