طبيعة الوهم
4من اصل4
هذا ما يطلق عليه عالم الأعصاب أنطونيو داماسيو “خطأ ديكارت”؛ فقد قدم الدليل على أن القدرة على الإحساس بالعواطف والمشاعر أساسية للتفكير وعملية اتخاذ القرار. على سبيل المثال، يصبح لدى الأشخاص المصابين بتلف في الفص الجبهي ضعف في الاستجابة الانفعالية، غير أنهم بدلا من أن يصبحوا من متخذي القرار الشديدي العقلانية، يبدو أنهم يصبحون غير قادرين على اتخاذ أي قرار في أي أمر على الإطلاق.
يمكننا أيضا أن نستجيب لكل أنواع المثيرات التي لا نعيها؛ أي المثيرات التي تحت عتبة الشعور )أي خارج حيز الشعور (إن الإدراك الذي تحت عتبة الشعور ذو سمعة سيئة، ربما بسبب الادعاءات التي تقول بأن المعلنين يمكنهم جعل الناس يشترون منتجاتهم من خلال إدراج رسائل موجزة جدا في الأفلام أو البرامج التليفزيونية. في واقع الأمر، إن هذا النوع من الخداع لا يجدي، ونادرا ما يتأثر الناس بهذا السلوك الشرائي. ولا تجدي كذلك الأشرطة التي تقوم على هذا النوع من الإدراك؛ على سبيل المثال، هناك ادعاءات بأن الاستماع إلى شريط به رسائل بصوت خافت أو تشغيله أثناء النوم، سيجعل الشخص يتعلم لغات جديدة أو مهارات جديدة أو يغير حياته! في واقع الأمر، إن لم يمكنك سماع الرسائل، فلن تتعلم شيئا. إذا نحينا تلك الادعاءات جانبا، فإن هذا الشكل من الإدراك ظاهرة حقيقية؛