دور بني حماد في الحضارة الإسلامية
في التعليم
تعتبر القلعة الحمادية من الأماكن التي كانت عامرةً طوال الوقت بالكتاتيب، والتي هي دوراتٌ تعليميةٌ للصبيان، ومن أشهر معلمي الكتاتيب أبو حفص العديري، وفي المدن الكبرى كان هناك مكانٌ للتعليم الجامعي وخصوصاً في مدينة بجاية، حيث أنشأ الناصر معهداً للتعليم العالي وهو معهد سيدي التواتي، وضمّ المعهد 3000 طالبٍ، وكانت كلّ المواد تدرس فيه حتّى العلوم الفلكية، أمّا في جامع المنار الموجود في القلعة فكان هناك مكتبةٌ تحتوي العديد من الكتب من كافة أرجاء المغرب، وكان الكثير من المحاضرين في المعهد وفي جامعة سيدي التواتي من علماء الأندلس، وعلماء أفريقيا والشرق وخصوصاً في عهد العزيز.
في العمران
كان الحماديون معتنون كثيراً بالزخارف، والرسوم، والخطوط والحفر، وتركوا موروثاتٍ كثيرةً من فنونهم وصناعاتهم، مثل: الرخاميات والأخشاب المحفور عليها، والخزفيات الصينية، والزجاج، والزخارف، وكان لهم درايةٌ كبيرةٌ بالهندسة وتخطيط المدن، حيث كانت مدنهم موفرةً لكلّ الخدمات الرئيسية، كالمياه، والأسواق، والبساتين، والجداول، والفنادق، والمعارض، وممّا يدلّ على فنونهم العمرانية الكبيرة هو قصر البحر الذي أنشئ في القلعة من خلال تعاونٍ بين الناصر والمنصور.