كيف نجعل أطفالنا رجالًا؟
1 من أصل 2
الوسيلة الوحيدة لذلك هي أن نحبهم ونحترمهم منذ الساعة الأولى من ميلادهم.
ومعنى ذلك أن نعاملهم بالعدل؛ فالأم التي ترضع ابنها وهو بعد في الأسبوع الأول من عمره، ثم تنزع عنه الثدي قبل أن يشبع إنما تسيء إليه وتجعله غير مطمئن إلى طعامه، والأم التي تنادي طفلها كي يتغدى وهو مشغول بلعبته، ثم تنزعها منه حتى يذهب إلى المائدة، إنما تسلك سلوكًا غير متمدن معه، وهي تغرس في نفسه قلقًا وكراهة، بل ربما عداوة.
فنحن الكبار لا نحب أن يخطف أحد طبق الطعام منا، أو أن يخطف الكتاب أو الجريدة التي نقرءها، ومع ذلك نحن أقدر على التعقل، ولكن الطفل الذي ينتزع منه الثدي أو تخطف منه اللعبة لا يتعقل، فالأثر فيه أكبر، وهو يجد في خطف الثدي أو اللعبة قلقًا نفسيٍّا؛ وخاصة عندما يتكرر هذا العمل.
وأسوأ ما في الطفل أنه عاطفي وليس عقليٍّا، فهو يسلك سلوك الحيوان ويحب أن نعامله كما لو كان حيوانًا صغيرًا، ثم نتدرج به حتى ينمو فنعامله رويدًا رويدًا بالتعقل.
والسنوات الأربع أو الخمس الأولى التي يقضيها الطفل في البيت هي الطراز الذي تبنى عليه رجوعه العاطفية بعد ذلك في المجتمع؛ لأن العائلة هي المجتمع الأول الذي يقبل منه الطفل جميع القيم والأوزان بعد ذلك طوال حياته إلا بمجهود كبير، بل كبير جدٍّا … ولذلك قلما ينجح في تغييرها.
وهذه القيم والأوزان التي تمت عنده بالرجوع العاطفية إنما تثبت؛ لأنه لم يكن يتعقل حتى يرفض بعضها أو يرفضها كلها.
فإذا كان قد تربى في وسط من الخوف؛ حيث يصخب الأب ويزعق ويبطش، فإنه ينشأ على أن الرجال الذين يشبهون أباه مخوفون.