كيف نواجه مخاطر النسبية؟
الأمر يكمن ببساطة في كسر الدوائر المحيطة بنا كلما شعرنا باتساعها عنا ومحاولة ترويض التصرفات البشرية اللامنطقية لتتماشى مع ظروف حياتنا. فإذا شاهدنا شخصا يتحدث عن مرتبه العالي وحياته المرفهة، ابحث عن عائلتك التي تشعرك بالراحة واستمتع بوجدهم قربك. وإذا أردت الحصول على راتب كراتب هذا الشخص، ففكر كيف تحصل عليه دون خسارة الأشياء العزيزة على قلبك ثم اسع بإخلاص وصدق.
يذكر الكاتب أنه جلس مع صديق له صاحب موقع تواصل اجتماعي يختص بالمواعدة وجمع شركاء الحياة سويا. وكان يقول بأن هذا الشخص قد جنى الكثير من المال، وبإمكانه جني أكثر من ذلك بكثير. لكنه كان يقود سيارة تويوتا بروس في نفس الوقت. وفي حوار لصديقة هذا مع جريدة النيويورك قال بأنه لا يريد أن يشتري ماركة بوكستر. لأنه حين يقود بوكستر، سيتمنى أن يقود 911، وجميعنا نعرف أن من يقود 911 يتمنى أن يقود ماذا؟ إنه يتمنى أن يقود فيراري. هذه هي إذا الطريقة لكبح جماح التصرفات البشرية اللامنطقية وتأثير النسبية أو الأقحاح الموجودة حولنا في حياتنا. علينا أن نعود أنفسنا أن لا نطلب أكثر مما نحتاجه. فكلما طلبنا أكثر، كلما احتجنا أكثر.
وعلينا أيضا أن ننتبه لأفعالنا المختلفة ونصبح قادرين على تمييز اللامنطقية فيها. ففي مثال القلم والبذلة، قامت عقولنا بمقارنة السبع قطع نقدية بالخمسة عشر قطعة، فكانت المسافة تستحق الفرق. بينما في البذلة قامت عقولنا بمقارنة السبع قطع أمام الخمسمائة قطعة، فكانت المسافة لا تستحق. بينما في الحقيقية السبع قطع هنا هي السبع قطع هنا. إنما النسبية هي التي جعلتنا نفكر بطريقة مختلفة. وهي التي تجعلنا نستسهل صرف 200 قطعة زائدة بعد أن صرفنا 5,000 قطعة في بعض الأثاث، لكن لا تتركنا نصرف نفس المبلغ على بعض الأكواب مثلا. فالانتباه والضبط النفس هما الطريقان لمنع النسبية من التأثير سلبا على حياتنا.