عمل الإدارة
استطلع درَكر Drucker ممارسة الإدارة بقوة وبصيرة ماضيتين منذ الخمسينيات. وأصدر سنة 1973 كتابه الإدارة واجباتها ومسؤولياتها وممارساتها Management : Tasks, responsibilities, Practices الذي حقق المركز الأول في المبيعات لعدم إمكانية الاستغناء عنه لتحفيز حملة الماجستير بإدارة العمال.يلخص هذا الكتاب ثلاثة عقود من سنوات الملاحظة النظرية والعملية التي ابتدأت عندما تخطى درَكر Drucker عتبات شركة جنرال موتورز، وها هو يقدم في هذا الكتاب تعريفاً لوظائف المدير الخمس الأساسية :
(( المدير – في المقام الأول يحدد الأهداف، ويقرر ما يجب أن تكون عليه هذه الأهداف، وكذلك الغايات التي ينبغى أن تتواجد في كل من هذه الأهداف، وما يجب القيام به لبلوغها، وهو يجعل هذه الأهداف فعالة من خلا لنقلها إلى الأفراد الذين لا تتحقق إلاَّ على أيديهم)).
((والمدير ثانيا ينظم، فهو يحلل الأنشطة والقرارات والعلاقات المطلوبة، ويصنف العمل ويقسمه إلى أنشطة يمكن إدارتها ثم يقسم هذه الأنشطة إلى وظائف يمكن إدارتها ويجعل هذه الوحدات والوظائف تنتظم في هيكلية الشركة، كما ينتقى
الأفراد ليقوموا على إدارة هذه الوحدات ويعملوا من أجل إنجاز هذه الوظائف )).
والمدير بعد ذلك يحفز ويتواصل مع الآخرين، فهو يشكل فريقاً من الأفراد ليكونوا مسؤولين عن مختلف الوظائف، ويقوم بكل هذا من خلال ممارساته في عمله وعلاقاته الخاصة بالأفراد ليكونوا مسؤولين عن مختلف الوظائف ن ويقوم بكل هذا من خلال ممارساته في عمله وعلاقاته الخاصة بالأفراد الذين يعمل معهم بالإضافة إلى قراراته الخاصة بهؤلاء الأفراد والتي تتعلق برواتبهم وتحديد مواقعهم
وترقيتهم، وكذلك من خلال التواصل الدائم المتبادل بينه وبين كل من مرؤوسيه ورؤسائه وزملائه )).
(( والعنصر الأساسى الرابع في عمل المدير هو القياس، حيث يضع معايير له ويحدد بضعة عوامل على درجة من الأهمية بالنسبة للشركة ولكل من فيها. إنه يتأكد من أن لدى كل فرد مقاييس يتم تركيزها على مجمل أداء الشركة وفي نفس الوقت على عمل كل فرد أيضاً وتساعده على القيام بهذا العمل. ويقوم المدير بتحليل الأداء وتقييمه وتفسيره. والمدير – كما هو حاله في مختلف مجالات عمله – ينقل إلى مرؤوسيه ورؤسائه وزملائه متضمنين المقاييس والنتائج التي تتبين من خلال تطبيقها. والمدير أخيراً يقوم بالتنمية البشرية للأفراد ولنفسه أيضا )).