تعرف ما هو نهر النيل
تختلف تضاريس الكرة الأرضية ما بين يابسة وماء، وسهول وجبال، ووديان وتلال وهضاب وأنهار وبحيرات ومحيطات، تختلف أهميّة هذه التضاريس كلّ حسب الوظيفة التي يقوم بها كلّ منهم، توجد في هذا العالم أنهار كثيرة تصبّ في البحار والمحيطات، من أشهرها نهر النّيل.
النّهر هو عبارة عن مجرى طبيعي للمياه، يكون ذا ضفتين يجري خلالهما ماء عذباً يأتي وينبع من مياه الأمطار، ومياه الينابيع، أو مياه البحيرات، بحيث ينتهي النّهر بالمصّب الذي يصبّ فيه مياهه في البحار أو المحيطات أو البحيرات، ومن أشهر أنهار العالم نهر الأمازون، ونهري دجلة والفرات، ونهر المسيسيبي، ونهر السّند، ونهر الدّانوب، وأخيراً نهر النّيل.
نهر النّيل هو أطول نهر في العالم وفي الكرة الأرضيّة أجمع؛ حيث يصل طوله إلى 6650 كم، ويمرّ هذا النّهر بعشر دول إفريقيّة والتي يطلق عليها دول حوض النيل؛ وهي:
مصر، والسودان، أرتيريا، وأوغندا، وإثيوبيا، والكونغو، وتنزانيا، ورواندا، وبوروندي، وكينيا، يتميّز هذا النّهر بغزارة مائه وكثرتها، حيث يعتبر نهر النّيل ونهر الفرات أغزر نهرين موجودين في العالم العربيّ، تعود تسميّة نهر النّيل بهذا الإسم للأصل اليوناني للإسم، حيث أنّ معنى النيل في اللّغة اليونانيّة القديمة “وادي النهر”، بينما كان الفراعنة المصريين يطلقون عليه اسم “أتروعا” أي النّهر العظيم.
يقع نهر النّيل في قارة إفريقيا، وينساب من شمال القارّة. أمّا منبع هذا النهر فهي بحيرة فيكتوريا، بينما مصبّ نهر النيل فهو البحر الأبيض المتوسّط. لنهر النّيل رافدان رئيسان هما نهر النّيل الأبيض ونهر النّيل الأزرق، نهر النّيل الأبيض ينبع من منطقة البحيرات العظمى في وسط قارّة إفريقيا (فيكتوريا)، بينما نهر النّيل الأزرق يبدأ في بحيرة تانا في إثيوبيا ويمرّ في جنوب شرق السّودان، وأخيراً يجتمع النهران (الأبيض والأزرق) في الخرطوم عاصمة السّودان، ليتكوّن نهر النّيل الأكبر ويصبّ في البحر الأبيض المتوّسط.
تنبع الأهميّة المكانيّة لنهر النّيل نتيجة تنّوع جغرافياته، حيث أنّه يمرّ بمرتفعات في منطقة الجنوب، حتى يصل لمنطقة السّهول في الشمال، ويعتبر نهر النّيل بذلك النّهر الوحيد الذي ينبع من الجنوب ليصب في الشمال، وذلك لميل الأرض، كما أنّ نهر النّيل يشكّل أهميّة اقتصادية كبيرة ومهمّة لدول حوض النّيل، حيث أنّ المزارعين يعتمدون عليهم في زراعاتهم وسقية محاصيلهم؛ فدول حوض النهر تشتهر بزراعة القطن، والقمح، والقصب السكر، وغيره من المحاصيل التي تحتاج إلى كميّة وافرة من المياه وأراضٍ خصبة. عدا عن أهميّته في الزراعة، فإنّ له أهميّة أيضاً في مجال الصيّد، وذلم لغنى نهر النّيل بأنواع مختلفة من الأسماك. ولا ننسى أهميّته السياحيّة، وما تدرّه على الدول المستفيدة من النّهر.
بناء على ما سبق من ذكر للأهمية وفائدة الكبيرة لنهر النّيل؛ فإنّه شكّل مطمعاً للكثير من الدّول التي حاولت أن تحكم سيطرتها عليه واستغلال موارده الوفيرة، حيث أنّ الدول الإستعمارية سابقاً كبريطانيا مثلاً حاولت أن تحكم قبضتها عليه من خلال احتلالها لمصر والسّودان، وكذلك ألمانيا وبلجيكا وغيرهم من الدّول الإستعمارية الكبيرة التي سيطرت على النّهر من خلال سيطرتها على دول حوض نهر النّيل المختلفة.