اين يوجد ويقع منبع نهر النيل
يعتبر نهر النيل من أطول أنهار العالم إذ يقطع مسافة حوالي 6671كم، وهو نهر عابر يمر بعدّة دول جميعها لها شراكه في مائه، وخلال مرحلة قطعه لهذه المسافات يمر هذا النهر ببيئاتٍ جافّة، ولولا أنّ منابعه غنيّة بالأمطار صيفاً وشتاءً لانخفض منسوب المياه فيه وقلّت أهميته.
تقع منابع نهر النيل في هضبة البحيرات في أوغندا، وتنزانيا، وبرواندي، وهي بحيرات فيكتوريا، وألبرت واد وارت ضمن الدائرة الاستوائية التي يسودها أمطار دائمة وغزيرة على مدار العام ممّا وفر للنهر مصدر مياه دائم. وبعد خروج النهر من الدائرة الاستوائية تتناقص كميات الأمطار إذ ينتقل إلى بيئات ذات أمطار صيفية.
يمر نهر النيل بتسع دول إفريقية هي الجمهورية العربية المصرية، والجمهورية السودانية، والجمهورية الأوغندية، والجمهورية الأثيوبية، وجمهورية الكنغو، ودولة تنزانيا، ودولة رواندا، ودولة كينيا.
تختلف تسميات نهر النيل عند المنابع ويرفده عدّة أنهار أهمهما النيل الأبيض الذي ينبع من بحيرة فيكتوريا التي تمتد على الحدود الأوغندية والكينية والتنزانية، والرافد الثاني هو النيل الأزرق الذي ينبع من بحيرة تانا بأثيوبيا، وتلتقي هذه الروافد بالخرطوم العاصمة السودانية، ويستمر النهر في مجراه باتجاه الشمال حتى يقترب من البحر الأبيض المتوسط إذ يتفرّع إلى فرعين هما دمياط والرشيد مكونا دلتا بين الفرعين.
الأهمية وفائدة الاقتصادية لنهر النيل
يتنّوع حوض النيل تنوعاً جغرافيّاً فريداً من نوعه، فينبع من مرتفعات عالية وتتدرج الارتفاعات مع مجراه باتجاه الشمال حتّى تصل إلى مناطق سهلية فسيحة في الشمال حيث يجري باتجاه ميلان الأرض، كما ويشكّل نهر النيل أهمية وفائدة كبيرة في اقتصاد الدول التي يمر فيها، فأول ما مارس الإنسان حرفة الزراعة مارسها على ضفاف الأنهار ومنها نهر النيل، إذ تتوفّر التربة الخصبة المكوّنة من الطمي الذي تتركه المياه بعد فيضانها، وعليها تمّ إقامة المدن ونشأت الحضارات القديمة وخاصّة في الدول الفقيرة بأمطارها مثل مصر التي لولا النيل لما قامت بها حضارة بسبب جفاف مناخها، وقد تفنّن المصريون القدماء في الاستفادة من مياه النهر إذ كانت تحفر الحفر الكبيرة على موازاة المجرى وعند فيضان النهر تمتلئ هذه الحفر بالماء للاستفادة منها، خاصّة وأنّ فيضان نهر النيل يكون في فصل الصيف وذلك بفعل الأمطار الصيفية.
وللنيل قيمة أخرى بمجال صيد الأسماك إذ أن توفر الأحياء الدقيقة في مياه النهر ساعد على تكاثر الأسماك لذلك يعد صيد الأسماك من الحرف الرئيسية التي يعمل بها سكان هذه الدول.