ماذا عن الأتباع؟ 2من اصل3

ماذا عن الأتباع؟

2من اصل3

ماذا عن الأتباع؟  2من اصل3
ماذا عن الأتباع؟
2من اصل3

ومن ثم فإننا أمام مفارقة: القادة الذين يمتلكون كل هذه السمات- القادة الكاملون- ليس لهم وجود، ولكن يبدو أننا في حاجة إليهم. وبالطبع تظهر الشكاوى من القادة أو المطالبات بمزيد من القيادة أو بتحسينها على نحو منتظم حتى إنه يمكن للفرد أن يفترض أنه كان هناك وقت كان فيه القادة الجيدون في كل مكان. وللأسف، التجول بين أروقة ماضي القيادة يكشف عدم وجود ماض مشرق، ولكن بالأحرى توق شديد إلى مثل هذه الحقبة. إن الأساطير الحديثة مثل “أسطورة القيادة”- الحقبة التي كان فيها القادة الأبطال موجودين ويحلون كل مشكلاتنا- ليست وهمية فحسب، بل تأتي بنتائج عكسية دون شك؛ لأنها ترسم نموذجًا للقيادة لا يمكن للقلة القليلة، إن وجدت من الأساس، أن تضاهيه، ومن ثم فإنها تكبح تطور القيادة بكل ما فيها من مثالب. ولا ينبغي أن نعجب إذن- على سبيل المثال- من رؤية إعادة نشر إعلانات الوظائف الخالية التي تبحث عن مديرين للمدارس عندما تكون احتمالات النجاح خارجة عن سيطرة الأفراد أو التي تحدد بوضوح صفات لا تنطبق إلا على الرجل الخارق أو المرأة الخارقة، بحيث إنه فقط يتقدم للوظيفة من يستطيعون السير على الماء، والمثل الروماني القديم: “ليس هناك شخص معصوم من الخطأ” ليس موجهًا لمثل هؤلاء القادة.

إن الحل التقليدي لهذا النوع من مشكلات التعيين، أو الضعف المدرك لدى المديرين التنفيذيين المعاصرين أو مديري الخدمات العامة أو المؤسسات غير الهادفة للربح، هو المطالبة بمعايير تعيين أفضل لكي يستبعد “الضعفاء”، ويترك “الأقوياء” ينقذون الموقف.

ولكن هذا الحل يعيد إنتاج المشكلة ولا يحلها. وثمة منهج بديل يقضي بالبدء من الوضع الذي نحن فيه، وليس من الوضع الذي نرغب أن نكون فيه: باعتبار كل القادة- لأنهم بشر- أفرادًا يعانون نقصًا، وليس بالنظر إلى كل القادة على أنهم تجسيد لما نحب نحن- الأتباع الفانين ذوي العيوب- أن يكون فيهم؛ الكمال. إن المنهج الأول يشبه “الفيل الأبيض” بمعناه المعجمي وله معنيان هما: وحش خرافي معبود، وهدف غالٍ وطائش.

m2pack.biz