مستقبل الوعي
4من اصل4
ستكون الإجابة بسيطة؛ إذا كان لأي آلة لغة أو ميمات أو أي شيء يمكنها من أن تمتلك القدرة على طرح سؤال: “هل أنا واع الآن؟” وتبتكر نظريات عن ذاتها الداخلية وعقلها، فإنها ستضلل مثلنا وتعتقد أنها واعية بالطريقة المضللة نفسها التي نعتقد بها أننا واعون، وإلا ستنشئ- مثل الحيوانات الأخرى غير البشر- عوالم مدركة مؤقتة من خلال تفاعلاتها مع البيئة، لكنها لن تتخيل أبدا أنها تختبرها.
إذا سلكنا هذا النهج الجديد، فسيبرز سؤال واحد كبير يتعلق بطبيعة التساؤل: ما الذي يعنيه بالنسبة إلى أي كائن، أو آلة على النحو الذي طرحناه، أن يسأل نفسه سؤالا؟ إحدى طرق التحقيق في هذا ربما تكون دراسة ما يحدث في دماغ الشخص الذي يطرح سؤالا بتلك الطريقة العميقة. هل يمكن أن تتجمع معا أنماط التدفق والرقص الخاصة بنشاط الدماغ على نحو ما، أو تكون هناك أنماط أو روابط خاصة؟ يمكن أن نستخدم في هذا الشأن طرقا مماثلة لتلك المستخدمة في فحص الملازمات العصبية للوعي.
هناك أمر آخر، وهو معرفة إن كان يمكن للبشر أن يتخلصوا من الأوهام ويعيشوا العالم دونها. يدعي هؤلاء الذين يمارسون أنواعا معينة من التأمل أو اليقظة العقلية أنهم يمكنهم ذلك؛ فهم يقولون إن العالم العادي مفكك، وإن هناك فقط تجارب دون أن يختبرها أحد. كيف سيبدو نشاط الدماغ لشخص في تلك الحالة؟ إذا أجبنا على هذا السؤال، فربما نكون أقرب إلى فهم سبب حدوث الأوهام، في حين أنه لا يوجد ما يضمن أن يكون هذا النهج بالضرورة أسهل أو حتى ممكنا، فمن المؤكد أنه مختلف عن النهج الحالي المتبع.