مستقبل الوعي
5من اصل5
يجب أن يكون المشاركون بالأبحاث ماهرين على نحو كبير؛ أحد الأساليب الممكنة هو تأمل زن، الذي يستخدم- باستخدامه قصصا أو أسئلة خاصة تسمى الكوانات- نمط الأسئلة نفسه ذا الصلة هنا، مثل: “من أكون؟” أو “متى الآن؟” أو “ما هذا؟” إن ممارسي تلك الطريقة يمكنهم على نحو منتظم أن يحافظوا على إطار عقلي ذي قدرة على التساؤل العميق ويستكشفوه، في حين يمارس آخرون اليقظة العقلية التي يحاولون من خلالها أن يبقوا متيقظين ومنفتحين ومتعقلين بالكامل في اللحظة، سواء أكانوا يتأملون أم لا. يمكن لهذا الأسلوب البسيط في ظاهره، مع الممارسة الطويلة، أن يؤدي إلى حالة تظهر فيها ظواهر وتختفي لكن دون أي إحساس بالوقت أو المكان، ودون أي ذات تمر بها.
في هذا النهج لاستكشاف الوعي، قد يدرس العلماء ممارسي تلك الأساليب، لكن من الممكن أن يفعل الشخص نفسه الأمرين معا؛ ففي واقع الأمر، هناك بالفعل بعض العلماء الذين يمارسون تلك الأساليب، وبعض الممارسين الذين يقومون بدراسة الوعي. يحمل هذا في طياته الأمل بأن العلم والممارسة الشخصية قد يجتمعان معا في النهاية ليجعلانا نرى بوضوح- مع تخليصنا من ضلالاتنا، وإسقاط أوهام الذات والآخر، وجعلنا نسلم بوجود عالم واحد- أنه لا توجد هناك ثنائية، ولا يوجد من يطرح سؤالا بهذا الشأن.