• مشكلة باني بيت الجودة وعبقرية العنكبوت

3 من أصل 3

في تحويل هذه الرغبات والمتطلبات إلى خصائص في المنتج وقد كان من ضمن قوائم التحقيق السؤال عن تطبيق واستخدام تقنيات مثل الأدوات السبع الأساسية للجودة وكذلك الأدوات الحديثة والتي أشرنا إلى واحدة منها من قبل مثل دالة انتشار الجودة QED كما سألونا عن تحليل نظم القياس المستخدمة وخاصة تقنية Measurement System Analysis مع السؤال عن الكثير من الأدوات الأخرى التي تعطي تأكيد لفاعلية نظام الجودة المطبق وبديهياً وحسب نظام الجودة القائم بالشركة التي نتحدث عنها لا يوجد أي شيء من هذه التقنيات ولكن وكالعادة حاولت هذه الشركة الاستعانة باستشاريين ينشئون لهم هذه التقنيات بصورة سريعة في مطبخ الجودة السريع وجاءت الشركة باثنين من الخبراء وتم تقديم لهم هذه الأوراق التي تثبت تطبيقهم لتقنيات الجودة المذكورة آنفاً وقاموا بالمراجعة على الشركة وحازت الشركة على موافقة الشركة العالمية بالتعاون معهم واعتبارهم مورداً لهم وتم إرسال عينات أولية من المنتجات سرعان ما اكتشفت الكثير من العيوب بها والتي تم محاولة تلافيها في الإنتاج الكمي بعد ذلك ولكن حدثت المفاجأة وهو أن الشركة العالمية قامت بعمل فحص دقيق للإنتاج الكمي الذي وصلها بعد ذلك وصلت فيه نسبة الفحص إلى 100% وأظهرت كل عيوب المنتجات في تقرير مفصل وطلبت الرد عليه بإجراءات تصحيحية ووقائية مناسبة وظلت العلاقة متأرجحة على هذا الحال لعدة طلبيات أخرى إلى أن وصل الأمر إلى وقف التعاون بين الشركتان وتحميل الشركة الموردة تكاليف الشحن ذهاباً وإياباً ورفض أغلب الإنتاج وتحمل شركة الصناعات الهندسية خسائر فادحة، ترى عزيزي القارئ ما السبب في هذه المشكلة، أعتقد كما رأينا سوياً أنه الضعف والوهن في البناء المستخدمة في نظام أو بيت الجودة لدى تلك الشركة، وما أود أن أخلص إليه من هذه النقطة أن الجودة كأسلوب ومنهج ونظام قوية وبيت ذو أسس وأركان متينة ولكننا نحن سكانه من نخربه ونجعله ضعيفاً بسوء فهمنا وتطبيقنا له وأساس هذا الضعف قيمن بنوه وليس بمن وضعوا أساسيته.