نظرية لاكان في الأوديب وعقدة الخصاء
8من اصل8
وفي المرحلة الثالثة: بعد أن يدرك الطفل أن هذه الصورة صورته، يقوم بعملية السيطرة والتحكم بها: يداعبها، يغيبها ويحضرها حسب رغبته، وذلك ضمن شعور بالنشوة والنصر، مناقض تمامًا لشعور اليأس والعجز الذي كان يسيطر عليه عندما كان في حالة التفتت. فهو يكون قد اقتحم هذه الصورة، والتقطها، وتحكم بها لكي يدمجها، ويعتمدها كمحور أولي للتعبير عن ذاته. لكن يجب أن لا يخفى علينا أن هذه العملية لا تتم إلا عبر النظر، أي عبر التصور المخيالي. فهي مرحلة يسيطر عليها الخيال من بدايتها. والأنا المتكونة تصبح مرهونة بهذا الخيال، مسلوبة به، لأنها حققت سبقًا وانتصارًا على واقع جسدي مفتت. والفارق بين الحالتين يستمر في كل تطلعاته المستقبلية، لأنها تعزز أنا مثاليًّا ومتكاملًا يصبو إلى تحقيقه انطلاقًا من نقص يلازمه مدى الحياة.