تطور نظم الرى عبر التاريخ فقرة 2 من 11
إستمر النشاط الزراعى يشكل ركيزة الحضارة و الإقتصاد عبر العصور التاريخية المتتالية.. ففى عصر البطالة إتسعت مساحة الأراضى الزراعية و تنوعت المحاصيل المزروعة و عني ملوك البطالة بشئوزن الرى و تنظيم إستخدام المياه و شق الترع و القنوات و إقامة الجسور و حفر الآبار فى الصحراء، و حولوا مساحات واسعة من الأراضى إلى مزارع لتربية الماشية.
كما حققت مصر فى العصر الإسلامى تقدما متواصلا فى مجال الزراعة و الرى فتم شق الترع الكبيرة و إقامة الجسور و بناء القناطر و إنشاء مقاييس للنيل، واستصلاح الأراضى، و استمر الإهتمام بزراعة الحبوب وادخلت زراعة الأرز و الذرة الشامية و انتشرت زراعة البقول وزراعة القطن التى ازدهرت فى مصر.
و فى العصر العثمانى و خلال القرن التاسع شهدت مصر ثورة فى مجال الزراعة و الرى فقد تم إقامة العديد من مشروعات الرى الكبرى مثل الرياحات و الترع و القناطر و الخزانات، مما أدى إلى توفير المياه اللازمة لتحويل جزءا كبيرا من الأراضى الزراعية من نظام الرى الحوض إلى نظام الرى الدائم مما ساهم فى زيادة مساحة الأراضى الزراعية، و من أهم المشروعات المقامة إنشاء القناطر الخيرية عام 1861 و حفر الرياح البحيرى و التوفيقى و المنوفى و مئات من الترع، و إنشاء خزان أسوان عام 1902 ثم تعليته مرتين، و ترتب على تنفيذ هذه المشروعات زيادة مساحة الأراضى الزراعية من حوالى 2 مليون فدان عام 1813 إلى نحو 4 ملايين فدان عام 1952.
و منذ قيام ثورة يوليو 1952 و حتى الآن تواصل الإهتمام بقطاع الزراعة و العمل على تطوير و تنمية هذا القطاع الهام، و عرفت مصر تنفيذ مشروعات الرى العملاقة فتم البدء فى إنشاء السد العالى عام 1960 و قد ساهم هذا المشروع فى تحقيق الأمن المائى لمصر مما سمح بتنفيذ مشروعات التنمية الأفقية و زيادة الرقعة الزراعية بصورة متواصلة لتصل إلى 8.3 مليون فدان عام 2004.