إنتاج الوقود الحيوى فقرة 4 من 4
الواقع أن هناك أكثر من إشكالية أخلاقية و علمية يثيرها استخدام المحاصيل الغذائية خاصة من الذرة و القمح و فول الصويا و البطاطا في إنتاج الوقود الحيوي.
أولى هذه الإشكاليات تتعلق بتغير استخدامات الأراضي الزراعية و الهرولة المتوقعة نحو تحويل الحقول الزراعية المنتجة للمحاصيل الغذائية إلى مناجم كبيرة لإنتاج محاصيل الطاقة الموعودة، و ما يتبع ذلك من الإخلال بالتنوع الزراعي العالمي و الجور على الغابات و المناطق الخضراء المحمية، و زيادة معدلات إنجراف التربة، و ارتفاع مستويات التلوث المائي و الجوي بسبب الكميات الكبيرة من المبيدات و الأسمدة التي يتطلبها استزراع محاصيل الطاقة بخاصة من الذرة.
بالنسبة للدول النامية التي تعتمد على استيراد احتياجاتها الغذائية و للبلاد الفقيرة التي عادة ما تتلقى هبات و مساعدات دولية في صورة معونات غذائية، فإن هذه المخاوف ستتحول و لا شك إلى كوابيس مستطيرة بسبب تصاعد ارتفاع أسعار المحاصيل الغذائية، نتيجة تعاظم الطلب على الحبوب و الحاصلات الزراعية، و نتيجة عدم وجود فائض فيها لدى الدول المصدرة، و هذا بدوره يهدد الأمن الغذائي العالمي بشكل مباشر، و قد يؤدي أيضا إلى إنتشار الاضطرابات و القلاقل الاجتماعية و السياسية في أكثر من موقع عبر العالم.
من الجوانب السلبية المتوقعة أيضا تصاعد الصراع على الموارد المائية بسبب تزايد الحاجة للمياه، سواء لاستخدامها في ري محاصيل الذرة و قصب السكر المنتجة للطاقة، أو في عملية إنتاج الوقود الحيوي ذاتها، حيث يكلف مثلا إنتاج لتر واحد من إيثانول الذرة نحو 4 ليترات كاملة من المياه.
بناء على هذا يتوقع “المعهد العالمي لإدارة المياه”، فى دراسة حديثة له، أن تواجه كل من الصين و الهند على سبيل المثال شحا في مصادر المياه بحلول عام 2030، إذا ما استمرتا فى خططهما الحالية لإنتاج الوقود الحيوي.