هل يمكننا الاستغناء عن القادة؟
1من اصل2
اجعل للغرفة أبوابًا ونوافذ، فتلك الفتحات هي التي تجعل الغرفة نافعة.
ومن ثم تأتي الفائدة مما هو موجود، في حين تأتي المنفعة مما ليس موجودًا.
(كتاب تاو تي تشينج، المقطع ١١)
في الفصل السابع أشرت إلى أننا بحاجة إلى التركيز على القيادة لا على القادة، إن كنا بصدد فهم كيفية عمل القيادة على أرض الواقع؛ بمعنى أننا في الحقيقة بحاجة إلى إعادة الجماعة إلى القيادة. غير أن هناك قدرًا مساويًا من الخطورة في استبعاد القادة من القيادة التعاونية أو القيادة الموزعة إلى الحد الذي عنده- إذا تعاونَّا أكثر بعضنا مع بعض- نستطيع حل مشكلات العالم بشكل جماعي من دون الاستعانة بالقادة.
وفي هذا الفصل الأخير، أريد أن أشير إلى أن هذه النقطة خطأ تمامًا مثل افتراض أن القادة ليسوا بحاجة إلى التفكير في الأتباع، ولكن في هذه الحالة أود أن أعيد القادة إلى القيادة مرة أخرى.
في عصرالمشكلات العالمية- سواء أكانت هذه مشكلات مالية أو بيئية أو دينية أو اجتماعية أو سياسية- صارت الدعوات لما هو بعد القيادة البطولية أشد من أي وقت مضى. وتشير بدائل القيادة البطولية (حيث إن هناك العديد من التنويعات لها) إلى أن القيادة غير ضرورية، أو أنه يمكن توزيعها بالتساوي بين الجماعة، أو بمجرد أن يزول سبب الصراع- سواء أكان بشأن ملكية خاصة، كما اقترح ماركس، أو الدين- تصير القيادة غير ضرورية، أو أن القيادة البطولية هي نتيجة للمؤسسة وليست سببًا لها. وفي محاولة للفكاك من قبضة القيادة البطولية، يبدو أننا مفتونون الآن بالنقيض الظاهري لها، أي القيادة الموزعة؛ حيث إننا في عصرما بعد القيادة البطولية سنكون جميعًا قادة حتى إنه لن يكون هناك قادة.
ثمة فكرة مفادها أن القيادة قد تكون جانبًا غيرضروري للمجتمع أو المؤسسة، أو أنه يتعين “توزيعها”، إما على نحو معتدل (ومن ثم تكون القيادة مشتركة) أو على نحو جذري (ومن ثم، نظرًا لأن كل فرد قائد، فلا يكون هناك قائد). هذه الفكرة لها سوابق طويلة.